كأس الخليج.. المنتخب القطري.. تاريخ حافل وشمس لم تغب منذ انطلاقة الحدث
![](https://staddoha.com/wp-content/uploads/2024/12/IMG_9609.jpeg)
الدوحة – قنا :
يمتلك المنتخب القطري لكرة القدم تاريخا حافلا في بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم، بعدما سجل الحضور الدائم، دون أن تغيب شمسه عن الحدث منذ انطلاقته، عبر النسخة الأولى التي جرت في البحرين عام 1970.
وسيسجل ” الأدعم” حضوره السادس والعشرين، في النسخة المقبلة التي تقام في الكويت، خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر الجاري حتى 3 يناير المقبل.
الظهور الكامل في النسخ الـ25 التي أقيمت حتى الآن، عرف مرور أجيال من مدربين ولاعبين صنعوا إرثا للكرة القطرية التي عرف منتخبها التتويج بالبطولة ثلاث مرات (خليجي 11 عام 1992 وخليجي 17 عام 2004 وخليجي 22 عام 2014)، فيما جاء وصيفا 4 مرات (خليجي 7 عام 1984 وخليجي 10 عام 1990 وخليجي 13 عام 1996 وخليجي 15 عام 2002).
بدأت القصة منذ أن وجه الاتحاد البحريني الدعوة للاتحاد القطري عام 1968، من أجل حضور اجتماع لبحث إقامة البطولة الخليجية، وذلك بعد أن كان الاتحاد البحريني قد حصل على ضوء أخضر من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك ستانلي راوس.
ولبى الاتحاد القطري الدعوة لذلك الاجتماع الذي وضع حجر الزاوية للبطولة التي رأت النور في مارس من عام 1970، عبر النسخة الأولى التي استضافتها البحرين.
مشاركة المنتخب القطري في ” خليجي 1″ بقيادة المدرب السوداني محمد حسن خيري، لم تكن وفق المأمول، واحتل المركز الرابع والأخير بنقطة واحدة جمعها من تعادله مع المنتخب السعودي، في حين خسر أمام البحرين والكويت البطل.
ورغم النتائج غير المرضية إلا أن تلك المشاركة حملت إنجازا فرديا، بعدما اختير نجم المنتخب القطري خالد بلان أفضل لاعب في البطولة، فكان صاحب اللقب الأول، ليدخل السجل التاريخي من بابه الواسع.
ولم تختلف المشاركة في النسخة الثانية التي جرت في السعودية عام 1972، عن سابقتها خصوصا على مستوى النتائج، حيث حل المنتخب في المركز الرابع قبل الأخير بعد شطب نتائج المنتخب البحريني، وخسر كل مبارياته في البطولة التي شهدت مشاركة أولى للمنتخب الإماراتي.
الظهور في النسخة الثالثة التي جرت في الكويت عام 1974، كان مختلفا مع المدرب المصري حلمي حسين، حيث استعد المنتخب بالشكل الأمثل وخاض معسكرا في الكويت، ليحقق نتائج طيبة بعدما دون انتصاره الأول في البطولة التي أقيمت بنظام المجموعتين بعد انضمام المنتخب العماني ليصل عدد المنتخبات إلى ستة.
واستطاع المنتخب القطري أن يبلغ الدور نصف النهائي بعد الفوز على عمان والخسارة من الكويت، لكنه خسر أمام السعودية، وخاض مباراة المركزين الثالث والرابع، ليفوز على المنتخب الإماراتي ويظفر بالمركز الثالث في البطولة التي شهدت إنجازا فرديا بحصول نجم المنتخب القطري محمد غانم على لقب أفضل لاعب.
وحافظ المنتخب القطري على المركز الثالث في النسخة الرابعة التي جرت هنا في الدوحة عام 1976، بعدما عادت البطولة الى نظام الدوري بعد انضمام العراق، جامعا تسع نقاط خلف منتخبي الكويت والعراق برصيد عشر نقاط، واللذين خاضا مباراة فاصلة ليفوز منتخب الكويت باللقب الرابع على التوالي، بإنجاز لم يتكرر.
وشهدت النسختان الخامسة والسادسة من كأس الخليج عودة المنتخب القطري إلى التعثر مجددا. ففي النسخة الخامسة التي جرت في العراق عام 1979، تراجع مستوى المنتخب وحل بالمركز الخامس متخليا عن المركز الثالث في النسختين السابقتين، فيما تكررت النتائج في النسخة السادسة في الإمارات عام 1982، حيث احتل المركز الخامس أيضا.
وكان المنتخب القطري قريبا جدا من تحقيق اللقب الأول في النسخة السابعة التي جرت في عمان عام 1984، عندما تساوى بالنقاط مع المنتخب العراقي بتسع لكل منهما، ليتم اللجوء إلى مباراة فاصلة لتحديد هوية البطل، فاز فيها المنتخب العراقي بركلات الترجيح 3 – 2 بعد التعادل 1 – 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
ولكن الظهور في النسخة الموالية الثامنة التي جرت في البحرين عام 1986، جاء أقل من سابقه، حيث اكتفى المنتخب القطري بالمركز الرابع بثماني نقاط، وتواصل التراجع في النسخة التاسعة التي جرت في السعودية عام 1988، بعدما احتل المنتخب القطري المركز السادس وقبل الاخير برصيد أربع نقاط فقط.
وتحسن المردود في النسخة العاشرة في الكويت عام 1990 التي غاب عنها المنتخبان السعودي والعراقي، فحل المنتخب القطري ثانيا خلف المنتخب الكويتي البطل.
وجاءت النسخة الحادية عشرة التي استضافتها الدوحة عام 1992، لتصنع تاريخا جديدا للمنتخب القطري بعدما شهدت الظفر الأول باللقب الخليجي في تتويج بقي خالدا في ذاكرة الجماهير القطرية.
ودخل المنتخب القطري سجل الأبطال، كاسرا احتكارا مطولا للمنتخبين الكويتي والعراقي اللذين سيطرا على البطولة في نسخها العشر الماضية بسبعة ألقاب للكويت وثلاثة للعراق.
وحقق المنتخب القطري أربعة انتصارات مقابل خسارة وحيدة، ليجمع 8 نقاط كانت كافية للتتويج.
وقدم المنتخب نجوما من أسماء مميزة في صفوفه، كان على رأسهم مبارك مصطفى الذي قدم أداء مذهلا نال على إثره لقب أفضل ولقب الهداف برصيد 3 أهداف، فيما تألق النجم الآخر أحمد خليل لينال جائزة أفضل حارس مرمى، في حين برز أيضا كل من محمود صوفي وعادل خميس وعادل الملا وزامل الكواري وعادل مال الله وغيرهم.
ورغم التألق اللافت في ” خليجي 11″ إلا أن الظهور في النسخة الموالية الثانية عشرة التي جرت في الإمارات عام 1994، لم يكن بحجم الطموح، حيث اكتفى المنتخب القطري بفوز وتعادل وثلاث خسائر، ليحتل المركز الرابع في البطولة التي توج المنتخب السعودي بلقبها للمرة الأولى، ليكون رابع المنتخبات دخولا في سجل الأبطال.
واستعاد المنتخب القطري القوة في النسخة الـ13 من كأس الخليج العربي لكرة القدم التي جرت في سلطنة عمان عام 1996، وكان منافسا شرسا على اللقب بعدما كان متصدرا عقب المباريات الأربع الأولى محققا ثلاثة انتصارات وتعادل، قبل مواجهة الكويت الأخيرة التي كان يكفيه فيها التعادل للتتويج، لكنه خسر المباراة واكتفى بالوصافة.
وحصد المنتخب القطري في تلك البطولة جائزتين فرديتين، بعدما توج محمد سالم العنزي بلقب الهداف برصيد 4 أهداف ونال يونس أحمد لقب أفضل حارس.
وعلى العكس من النسخة السابقة، ظهر المنتخب القطري بصورة غير متوقعة في خليجي 14 التي جرت في البحرين عام 1998، حيث اكتفى بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات وخسارتين دون أن يحقق أي انتصار ليحتل المركز الأخير .
لكن الأمور تغيرت كثيرا في النسخة الموالية ” خليجي 15″ التي جرت في السعودية عام 2002، حيث ظهر المنتخب القطري بصورة طيبة للغاية وحقق أربعة انتصارات متتالية جامعا 12 نقطة.
وكان التعادل في المواجهة الأخيرة أمام المنتخب السعودي الثاني برصيد 10 نقاط، يكفي المنتخب القطري للتتويج، لكنه تلقى الخسارة الوحيدة أمام صاحب الأرض واحتل الوصافة، مع إنجاز فردي للنجم جفال راشد الذي نال لقب أفضل لاعب في البطولة بعد تألق لافت.
واحتل المنتخب القطري المركز الثالث في النسخة السادسة عشرة التي جرت في الكويت أواخر العام 2003 وأوائل 2004 وتوج المنتخب السعودي بلقبها للمرة الثالثة والأخيرة.
وجمع المنتخب القطري في البطولة التي شهدت مشاركة اليمن للمرة الأولى، تسع نقاط من انتصارين وثلاثة تعادلات مقابل خسارة وحيدة .
وبعد أقل من عام على المشاركة في خليجي 16 أعاد المنتخب القطري كتابة التاريخ من جديد في النسخة 17 التي استضافتها الدوحة شهر ديسمبر من عام 2004 ليحقق اللقب الثاني في تاريخه.
البطولة كانت استثنائية بعدما عرفت مشاركة 8 منتخبات للمرة الأولى بعودة العراق بعد غياب طويل، لتشهد نظام المجموعتين.
وعرف مشوار المنتخب القطري تحديات كبيرة، حيث احتاج إلى الفوز دون سواه على المنتخب العماني في المباراة الأخيرة في المجموعة الأولى من أجل التأهل إلى نصف النهائي، بعدما كان قد تعادل مع المنتخبين الإماراتي والعراقي، ليحقق المطلوب ويتأهل كثاني المجموعة إلى نصف النهائي.
وتجاوز المنتخب القطري نظيره الكويتي في نصف النهائي ضاربا موعدا في النهائي مع المنتخب العماني الفائز على المنتخب البحريني، وبعد عناء ركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله في الوقتين الأصلي والإضافي، توج” الأدعم” باللقب الثاني في تاريخه.
وغادر المنتخب القطري النسخة الـ18 التي جرت في الإمارات عام 2007 من دور المجموعات بعد خسارتين وتعادل ليحتل المركز الأخير في المجموعة الثانية.
واستعاد المنتخب القطري مستواه في النسخة الموالية ” خليجي 19 ” التي جرت في عمان عام 2009 وتأهل إلى نصف النهائي كثاني المجموعة الثانية، لكنه غادر من نصف النهائي بالخسارة بهدف دون رد أمام المنتخب العماني الذي توج بطلا للمرة الأولى في تاريخه.
وفي النسخة الـ20 التي جرت في اليمن عام 2010.. خرج المنتخب القطري من دور المجموعات بعدما جمع أربع نقاط احتل بها المركز الثالث بعد فوز وتعادل مقابل خسارة وحيدة.
ولم تتغير الأمور في النسخة التالية ” خليجي 21 ” التي جرت في البحرين عام 2013 حيث غادر المنتخب القطري دور المجموعات أيضا بانتصار وخسارتين ليحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى.
وجاءت النسخة الـ22 التي جرت في السعودية عام 2014 لتشهد إنجازا فريدا، بعدما حقق المنتخب القطري اللقب الثالث في تاريخه، لكنه الأول خارج الأرض بعد النسختين 11 و 17 اللتين أقيمتا في الدوحة.
وظهرت الصعوبات في الدور الأول، بعدما تعادل المنتخب القطري في مبارياته الثلاث أمام السعودية والبحرين واليمن، لكن النقاط الثلاث كانت كافية لتأهله ثاني المجموعة خلف المنتخب السعودي صاحب الأرض.
وحقق ” الأدعم” انتصارا صريحا على المنتخب العماني في نصف النهائي بثلاثة أهداف لهدف، ليضرب موعدا في النهائي مع المنتخب السعودي المتفوق على نظيره الإماراتي 3 – 2 .
وقدم المنتخب القطري مستوى راقيا في المباراة النهائية أمام صاحب الأرض، ليقلب تأخره إلى فوز بهدفين لهدف، محققا اللقب الثالث في تاريخه، مشاركا الأخضر والعراق وصافة سجل الأبطال آنذاك.
ولم يقو المنتخب القطري الدفاع عن لقبه في النسخة التالية ” خليجي 23 ” التي جرت في الكويت عام 2017 فغادر من دور المجموعات جامعا أربع نقاط من فوز وتعادل وخسارة ليحتل المركز الثالث في المجموعة الثانية.
ودخل المنتخب القطري النسخة 24 التي استضافتها الدوحة عام 2019 مرشحا فوق العادة لنيل اللقب، بعدما كان قد توج بداية العام نفسه بطلا لكأس آسيا.
ورغم تأهله إلى الدور نصف النهائي وصيفا للمجموعة الأولى خلف المنتخب العراقي بعد انتصارين وخسارة، إلا أنه غادر الدور نفسه بالخسارة أمام المنتخب السعودي في البطولة التي نال فيها المنتخب البحريني لقبه الأول والوحيد في تاريخه.
وفي النسخة الأخيرة الـ25 التي جرت في مدينة البصرة العراقية، حافظ المنتخب القطري على حضوره في الدور نصف النهائي رغم مشاركته بمنتخب رديف.
وبلغ المنتخب القطري الدور الثاني محتلا المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط خلف المنتخب البحريني المتصدر بـ7 نقاط، متقدما بفارق الأهداف عن الكويت، لكنه خسر في الدور ذاته أمام المنتخب العراقي صاحب الأرض.
وخاض المنتخب القطري خلال البطولات السابقة 114 مباراة، فكان ثاني أكثر المنتخبات خوضا للمباريات مع المنتخب الإماراتي الذي خاض العدد نفسه من المباريات، بفارق مباراة واحدة عن المنتخب الكويتي.
وفاز المنتخب القطري في 43 مباراة وتعادل في 29 وخسر 42 وسجل 140 هدفا واستقبلت شباكه 136 هدفا.