روعة تهدي العرب أول ذهبية في الألعاب البارلمبية … وديديه يحقق لفرنسا حصادها الأول

باريس – الوفد الإعلامي
أهدت البطلة العربية والعالمية روعة التليلي بلادها تونس أمس الجمعة أول ميدالية ذهبية في الألعاب البارالمبية باريس 2024، بعد احرازها المركز الأول في نهائي دفع الجلة لفئة (F41 )وسجلت روعة التليلي رمية بلغت 10.40 متر متقدمة على الأوزبكية كوبارو خاكيموفا التي حلت ثانية والأرجنتينية أنتونيلا رويز دياز صاحبة المرتبة الثالثة فيما اكتفت التونسية الأخرى سمر بن كعلاب بالمركز السادس برمية قدرها 8.56 متر.وتعد هذه الذهبية الخامسة على التوالي لروعة التليلي في دفع الجلة والسابعة في الألعاب البارالمبية.
تقام منافسات الدورة خلال الفترة من 28 أغسطس وحتى 8 سبتمبر 2024 بالعاصمة الفرنسية بمشاركة 4400 لاعب ولاعبة يمثلون 184 دولة، يتنافسون في 22 رياضة فردية وجماعية هي القوس والسهم وألعاب القوى والريشة الطائرة وكرة الهدف والبوتشيا والكانوي والدراجات الهوائية والفروسية والجودو ورفع الأثقال والتجديف والرماية والكرة الطائرة والسباحة وتنس الطاولة والتايكوندو والترياثلون وكرة السلة، والمبارزة والرجبي والتنس، كما ستشهد الدورة إقامة 549 فعالية فرعية.
وتضم البعثة القطرية بالدورة، التي يترأسها الدكتور حسن الأنصاري، كل من اللاعب علي أرشد ومدربه نبيل المسلماني واللاعبة سارة مسعود ومدربها وليد مغمول وأنيس بوغمورة أخصائي العلاج الطبيعي ومحمد سهيل الخبير الفني للاتحاد.
ويبدأ علي أرشد خوض المنافسات في الأول من شهر سبتمبر المقبل، حيث يشارك في تصفيات سباق 100 متر، في حين تبدأ سارة مسعود أولى منافسات دفع الجلة في الخامس من شهر سبتمبر.
أوغو يهدي فرنسا ذهبيتها الأولى
أهدى السباح الفرنسي أوغو ديدييه بلاده ميداليتها الذهبية الأولى في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 وذلك بعد حصوله على المركز الأول في سباق 400 متر حرة لفئة (S9) في توقيت متأخر من مساء الخميس الذي شهد انطلاق منافسات الدورة.
وفي ظل تمتعه بدعم جماهيري كبير، تمكن ديدييه من تجاوز منافسه الإيطالي سيموني بارلام الذي كان يتصدر الترتيب في معظم فترات السباق ليكتفي الأخير بالميدالية الفضية فيما حصل الأسترالي بريندين هول على الميدالية البرونزية.
تألق إيطالي في منافسات السباحة
سجلت إيطاليا انطلاقة قوية في منافسات السباحة التي تقام بمجمع باريس لا ديفونس أرينا وذلك بحصولها على ميداليتين ذهبيتين في منافسات اليوم الأول، فقد دافعت كارلوتا غيلي عن لقبها في سباق 100 متر فراشة لفئة (S13) بعد حصولها ذهبية تلك الفئة في طوكيو.
وفي سباق 200 حرة لفئة (S5) حصل السباح الإيطالي فرانشيسكو بوتشاردو الذي يشارك في الألعاب البارالمبية للمرة الرابعة في تاريخه على الميدالية الذهبية وبرقم بارالمبي جديد يبلغ دقيقتين و25 ثانية و99 جزء من المئة من الثانية.
وعقب السباق، أعرب بوتشاردو عن سعادته بحصوله على الميدالية الذهبية وبكسره للرقم البارالمبي، مؤكدا أنه لم يكن يتصور أنه سيتمكن في هذا السن من تحقيق هذا الإنجاز وخاصة في سباق 200 متر حرة حيث ينبغي عليه تقديم أرقام أفضل من تلك التي اعتاد تسجيلها.
أول ميدالية للفريق البارالمبي للاجئين
كتبت ذكية خدادي التاريخ بحصولها على أول ميدالية في تاريخ الفريق البارالمبي للاجئين بعد اقتناصها للميدالية البرونزية في منافسات التايكوند للسيدات وذلك في وزن تحت 47 كيلوغرام.
تعرضت خدادي التي توجت من قبل بطلة لأوروبا لهذه الفئة لهزيمة مفاجئة في الدور ربع النهائي للبطولة أمام الأوزبكية زيوداخون إساكوفا ولكنها عادت للمنافسة مرة أخرى من خلال أدوار الترضية لتفوز على التركية نورجيهان إكينجي بنتيجة 9-1 ولتخوض مباراة الميدالية البرونزية، أمام المغربية نوال العريف والتي انسحبت منها البطلة المغربية بداعي الإصابة لتفوز خودادي بالميدالية البرونزية.
ومن جهة أخرى حصلت، البيروفية لينور إنجيليكا إسبينوزا على الميدالية الذهبية بعد تغلبها في المباراة النهائية على الأوزبكية زيوداخون إساكوفا.
غالاغر يتحدى حالته الصحية
حصل السباح الأسترالي توماس غالاغر على الميدالية الذهبية لسباق 50 متر حرة لفئة (S10) الذي أقيم الخميس وذلك بعد المشكلات الصحية التي واجهها السباح خلال النسخة الأخيرة من الألعاب البارالمبية في طوكيو والتي حالت دون استلامه لميداليته البرونزية لسباق 400 متر وكادت تودي بحياته.
وعقب حصوله على الميدالية الذهبية، أعرب غالاغر عن سعادته بتحقيقه لذلك الإنجاز مؤكدا أن حالته الصحية لا تعودا كونها مجرد عقبة بسيطة يعانيها الكثيرون ولكنها تضفي على إنجازه مذاقا استثنائي..
وخلال السباق، حصل البرازيلي فيليب اندرو على المركز الثاني والميدالية الفضية في اقتنص الأسترالي الآخر روان كروثرز الميدالية البرونزية.
كلوب يظهر في مدرجات الألعاب البارالمبية
وظهر يورغن كلوب أول أمس الخميس، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث تابع منافسات دورة الألعاب البارالمبية وذلك لتشجيع صديقه النيوزيلندي فويتك تشيز، الذي خاض أولى مبارياته في منافسات كرة الرئيسة وتعرض خلالها لهزيمة بشوطين نظيفين أمام البريطاني دانييل بيثيل.وتعرضت ساق تشيز اليسرى للبتر بعد كسر في ركبته خلال اصطدام مع أحد حراس المرمى أثناء لعب كرة القدم عام 2001 قبل أن يحصل على أربع ميداليات ذهبية مع المنتخب الألماني لألعاب القوى لذوي الاجتياحات الخاصة وذلك في منافسات الوثب العالي وسباق 200 متر وسباق 100 متر بألعاب أثينا 2004 ومنافسات الوثب الطويل بألعاب بكين 2008، قبل حصوله على الجنسية النيوزيلاندي وتمثيلها لمنتخب بلادها لكرة الريشة في باريس 2024. وطالب كلوب في تصريحات صحفية عقب حضوره للمنافسات المحطات التليفزيونية بتسليط المزيد من الضوء على منافسات دورة الألعاب البارالمبية، المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية باريس مؤكدا أنه يمكن للرياضة بصفة عامة والألعاب البارالمبية بصفة خاصة تغيير العالم.
إرث كبير تركته الألعاب البارالمبية
لم تقتصر المكاسب التي جنتها العاصمة الفرنسية باريس بعد استضافتها لدورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية على الجوانب الاقتصادية والرياضية فحسب بل يغطي الإرث الذي تركته الألعاب، كافة مناحي الحياة في مدينة النور فقد استثمرت المدينة أكثر من 125 مليون يورو لتصبح أكثر ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة.
فعلى الرغم من 95% من ملاعب المنافسة كانت موجودة بالفعل، حرصت اللجنة المنظمة للألعاب البارالمبية على إدخال العديد من التعديلات على تلك المنشآت لجعلها أكثر ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة ولكن وصلت صالة بورت دو لا شابيل في تجهيزاتها لمستوى يفوق كل التوقعات.
حصلت صالة بورت دو لا شابيل التي تتسع لـ 8000 مشجع وتستضيف منافسات كرة الريشة ورفع الأثقال لذوي الاحتياجات الخاصة على العديد من الشهادات الجوائز العالمية المتخصصة في تقييم مدى ملائمة المنشآت لذوي الاحتياجات الخاصة بما يضمن سلامة وراحة جميع مستخدمي الصالة من رياضيين ومشجعين.
لتوفير ملاعب التدريب التي تناسب الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يشاركون في دورة الألعاب البارالمبية، أنفقت مدينة باريس أكثر 10 ملايين يورو لتطوير 6 من منشآتها الرياضية القديمة لتناسب هذه الفئة من الرياضيين.
وتضم قائمة المنشآت التي تم تطويرها، مجمع جورج فاليري للسباحة الذي استضاف منافسات الألعاب المائية في دورة الألعاب الأولمبية 1924 في باريس واستاد بيير دي كوبيرتان الذي افتتح في العام 1938.
وبالتعاون مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية والبارلمبية واللجنة البارالمبية الفرنسية، تعمل مدينة باريس على بناء وتطوير الأندية الرياضية لتستوعب ذوي الاحتياجات الخاصة ليحصلوا الفرصة لممارسة الرياضة وكان الهدف يتمثل في بناء شبكة تضم 40 ناديا لذوي الاحتياجات الخاصة بحلول العام 2024 ولكن وصل هذا العدد اليوم إلى 44 نادي.
قبل انطلاق الألعاب الأولمبية والبارليمبية، حصل المتطوعين البالغ عددهم 5288 على تدريبات خاصة على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة كما تم تكليف 260 متطوع بمساعدة اللاعبين المشاركين في دورة الألعاب البارالمبية.
مباني حكومية تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة
ومرة أخرى تبرهن الرياضة بصفة عامة ودورة دورة الألعاب البارلمبية بصفة خاصة أنها قاطرة للتغيير الإيجابية فقد حرصت بلدية مدينة باريس على تطوير مبانيها لجعلها أكثر ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة وفي العام 2022 لم تتخطى نسبة المباني التي تناسب هذه الفئة الـ 45 % ولكن ستصل تلك النسبة في نهاية العام 2025 إلى 91 %.
تبنت مدينة باريس خطة طموحة للتأكيد على تطوير مدرسة واحدة على الأقل في كل منطقة لجعلها أكثر ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك من أجل التأكيد على مواصلة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم.
وتهدف الخطة إلى الوصول بعد المدارس التي سيتم تطويرها لتناسب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 244 مدرسة خلال الفترة من 2024 وحتى 2026 بتكلفة تتراوح بين 500 ألف إلى مليون يورو لكل مدرسة.
ويدرس نحو 11950 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية والخاصة في باريس من بينهم 4430 طفل في المدارس الابتدائية بينما كان هذا الرقم لا يتجاوز 2600 طالب في العام 2007 بما يشير إلى زيادة بنسبة 11 % سنويا في عدد الأطفال من هذه الفئة على مدار الـ 14 عاما الماضية.
مواصلات ذكية
عندما تم اختيار مدينة باريس لاستضافة الألعاب البارالمبية، كان عدد محطات الحافلات التي تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة قليلا للغاية ولكن اليوم وبفضل الخطة الطموحة التي وضعتها بلدية المدينة والتي كلفتها 21.9 مليون يورو، أصبحت جميع المحطات تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة.
تحتوي العاصمة الفرنسية باريس على 18000 إشارة ضوئية مما يزيد من المعاناة التي يجدها ذوي الإعاقة البصرية لدى تحركهم وللمساهمة في إيجاد الحلول لهذه المعضلة، أنفقت مدينة باريس 3.6 ملايين يورو لتركيب أكثر من 10400 جهاز صوتي لإصدار التعليمات التي تساعد هذه الفئة على عبور الإشارات والتقاطعات.
كما تم تركيب 2500 جهاز إضافي خلال الألعاب البارالمبية وتقوم بلدية المدينة بتوزيع أجهزة التحكم الخاصة بتفعيل تلك الأجهزة.