برشلونة .. بعيداً عن المنطق الخلدوني .. !

حسين الذكر
جميع المؤتمرات والندوات والتصريحات الدولية والاقليمية والقارية … وكذا المحلية المتخصصة والواعية لمعنى الملف الرياضي تؤكد دائما بان الممارسات الرياضية يجب ان تكون مستقلة فنيا : بمعنى ان تدار من قبل ذوي الاختصاص واهل اللعبة .. وان يكون التزامها تام بقوانين اللعبة المقرة عالميا من قبل الاتحادات والمنظمات الدولية .. شريطة ان لا تتقاطع مع الأنظمة والقوانين المحلية بمعنى : ان مصالح البلد أي بلد هي فوق مصلحة اللعبة ومن يمارسها .. اذ لا وجود للألعاب دون اطار ودعم الدولة وحمايتها ورعايتها .. من هنا تتاتى حتمية الانصياع الرياضي التام لقرار ومصلحة الدولة العام على حساب الخاص ..
فالسياسة كانت وما زالت وستبقى فن الممكن في ادارة المصالح العامة وكل من يستطيع ان يدر دفتها بما يخدم بلده وقضاياه بشكل اكبر هو الاقدر على التعاطي والادرى لادارة الملفات ذات البعد الاوسع من المنظور .. فلا يمكن لرئيس اتحاد او مؤسسة رياضية معينة تأخذ شرعيتها وكل كيانها من قبل الدولة وتتخذ قرار فرديا دون مشاورة الجهات المعنية فيها .. لذا فان القرارات الخطيرة والاستثنائية التي تتعلق بالمشاركات وانهيارات الأندية وفرقها ونتائجها ثم نهوضها فينا و ذات بعد سياسي ومصلحي عام يجب ان تكون للدولة الراي الغالب والمقدم فيها ..
برشلونة قبل سنوات خلت كان المهيمن على بطولات اسبانيا واوربا بل العالم اجمع من خلال نجومه ولاعبيه ومدربيه وجمال اداؤه وامتلاكه خيرة النجوم وعلى راسهم يقف البرغوث الارجنتيني مسي كاشهر من لعب كرة القدم على المعمورة خلال قرن مضى .. قبل سنتين ودون سابق انذار اصبح النادي الاسباني الأشهر والاغنى هو الافقر فنيا وماديا واداريا لدرجة وحالة بلغها بشكل يرثى حاله القريب والبعيد .. بانقلاب تام هجره اغلب نجومه ممن اعتزل ومن تمرد ومن انتقل .. حتى ختم بمشهد تراجيدي لا ينسى لرحيل نجم العالم الأول مسي بدون سابق انذار وبصدمة كبرى وعلامة استفهام لم تحل الغازها حتى الان .. فيما هذه الأيام وبرغم عدم تحسن حاله الفني والاقتصادي والمالي الا ان البرشا بدا يستقطب النجوم ويعيد بناء بيته ليس بطريقة الترميم بل بالهدم وإعادة البناء من خلال تعاقدات متعددة وكبرى وصفقات مالية ضخمة فضلا عن تثبيت الشباب والمواهب بالمال والعقود والاغراءات ..
السؤال هنا يا ترى ما الذي حدث لبرشلونة يا ترى .. وكيف تقلبت احواله .. ومن يقف وراء بناء وانهيار الأندية الكبرى أسئلة يجب ان تطرح ويعاد قراءتها والبحث عن اجاباتها بصورة تتعلق بالاداة السياسية والغايات الاجتماعية والمالية …. وان لا تحصر باطار وزاوية نمطية فنية ضيقة فكرة القدم ف يعالم اليوم هي صنيعة العولمة واداوتها ولا بد لها ان ترتقي في العطاء والانسجام مع تلك المتغيرات ولا تقف عند تقليدية جامدة !!