أحدث الأخبارأخبارالاخبار العالميةالاخبار المحلية

الفيفا تُثبت الاكوادور منافساً لقطر في إفتتاح المونديال.. لماذا وكيف ؟   

طارق العلايمي المحامي وخبير القوانين والنزاعات

الرياضية الدولية

  أصدرت لجنة الاستئناف بالاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) يوم الجمعة الموافق لتاريخ 16/09/2022 قرارها بخصوص نزاع الاتحاد الشيلي لكرة القدم ضد نظيره الإكوادوري بإقرار ” قرار لجنة الانضباط ” و اعتبار مشاركة لاعب الإكوادور بايرون كاستيو  مع منتخب بلاده قانونية كتثبيت جميع النتائج الحاصلة على الميدان مع تأكيد الترتيب النهائي لمجموعة “أمريكا الجنوبية ” الذي أهل صاحب المرتبة الرابعة منتخب الإكوادور إلى نهائيات مونديال قطر 2022 .

و لفهم هذا الملف يجب بداية عرض الوقائع (أولا) ثم توضيح الإشكال التأهيلى القانوني المرتبط به (ثانيا) .

أولا : في عرض الوقائع :   تقدم الاتحاد الشيلي أمام لجنة الانضباط بالفيفا باحتجاج قانوني ضد مشاركة لاعب الإكوادور”بايرون كاستيو ” مع منتخب بلاده خلال المباريات الترشيحية لمونديال قطر 2022 معتبرا أنه لاعب أُهل على خلاف الصيغ القانونية المعتمدة في ” لوائح تأهيل اللاعبين للمنتخبات الوطنية” باعتبار أنه لاعب كولومبي الأصل و المنشأ و الجنسية و الوثيقة مضيفا أن الاتحاد الشيلي اعتمد وثائق غير صحيحة لإسناد هوية جديدة اكوادورية لذات اللاعب.

و انتهي لطلب التصريح بالهزيمة الجزائية لمنتخب الإكوادور في مباراتيه ضد المنتخب الشيلي و منحه نقاط الفوز الستة مما يفضي إلى تغيير ترتيبه في المسابقة الترشيحية من المركز السابع إلى المركز الرابع المؤهل مباشرة لنهائيات كأس العالم قطر 2022 . و بالطور الابتدائي قضت لجنة الانضباط بالفيفا بتاريخ 10/06/2022  بقبول الاحتجاج  شكلا ورفضه أصلا و القضاء بعدم المؤاخذة التأديبية  أي اعتبار مشاركة اللاعب “بايرون كاستيو ” مع منتخب بلاده قانونية و هو ذات التوجه القانوني الذي أكدته لجنة الاستئناف بالفيفا في قرارها المؤرخ في 16/09/2022 .   فما هي الحجج القانونية المعتمدة في قراري لجنة الانضباط و الاستئناف التي أقرت قانونية تأهيل اللاعب “بايرون كاستيو ”  لفائدة منتخب الإكوادور ؟

ثانيا : في القانون  المعتمد: شكل النزاع أمام لجنة الاستئناف بالفيفا مرحلة ثانية مختلفة على مستوى إثباتات الادعاء المقدمة من قبل الاتحاد الشيلي لكرة القدم الذي إضافة لحججه المقدمة في الطور الابتدائي ممثلة في شهادة الميلاد الكولومبية الأصلية للاعب “بايرون كاستيو ” فقد تمسك في هذا الطور الجديد بتسريبات التسجلية الصوتية المنسوبة للاعب في حديثه مع أحد مسئولي الاتحاد الإكوادوري و فيها إقرار منه بجنسيته الأصلية و تغييره لوثائق ميلاده الأصلية .

لذلك قررت لجنة الاستئناف بالفيفا استدعاء طرفي النزاع إضافة للاعب نفسه لسماعهم و التحرير عليهم بجلسة الخميس 15/09/2022 و لاتخاذ القرار المناسب بخصوص احتجاج الحال و على ضوء الحجج القديمة و الجديدة.

و قد أصدرت قرارها بتاريخ 16/09/2022 بإقرار قرار لجنة الانضباط و القضاء مجددا بعدم المؤاخذة  التأديبية و ما يفسر هذا التوجه بداية و على مستوى الشكل هو مهام لجنة الاستئناف ذاتها باعتبارها هيكل تحكيمي رياضي ينظر في النزاعات الرياضية على اختلافها المقدمة أمامه  وفق ما تضمنته من حجج و أدلة  لكن على ضوء  ظاهر الأوراق دون إمكانية و أحقية قانونية في الولوج أو مراجعة إثباتات الهوية المدنية الأصلية المرتبطة بسيادة وطنية للدولة المانحة للوثيقة أو التدقيق باليات ” التتبع الجزائي الوطني  في التسجيلات الصوتية المقدمة فبمجرد إنكار اللاعب لها و هو ما كان ينتفي ركن الإدانة في ظل غياب قرائن قانونية جدية تدحض نفيه . و على مستوى الأصل و طالما لم يثبت مخالفة اتحاد الإكوادور و لاعبه على حد السواء لأحد شروط التأهيل القانوني المضمنة “بلوائح تأهيل اللاعبين لمنتخباتهم الوطنية  المعتمد صلب الاتحاد الدولي لكرة القدم”  فانه لا يمكن مؤاخذتهم تأديبا لمجرد تقديم مضمون هوية جديد يحمل ذات الاسم و لكن بجنسية أخري إذ كيف يمكن –مثلا –  التحقق من صحته شكلا و أصلا ؟و ماهي آليات الترجيح الرياضي التي يمكن اعتمادها ؟؟؟ و لماذا لا تكون هذه الوثيقة نفسها قد وقع افتعالها من قبل المحتج نفسه ؟

لذلك فإن توجه اللجنتين اعتمد تكريس “نظرية الظاهر” لترجيح الحجج المقدمة و إقرار نتيجة الميدان بإقرار قانونية تأهيل اللاعب “بايرون كاستيو ” لفائدة منتخب الإكوادور . نهاية لجنة الاستئناف ليست نظريا و إجرائيا المرحلة الأخيرة من التقاضي الرياضي باعتبار أن النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم أقر صراحة  إمكانية الطعن في قرارات لجنة الاستئناف أمام المحكمة الرياضة الدولية في الأجل و على الشكل القانوني المعتمد , ليبقي التساؤل قائما هل يكتفي الاتحاد الشيلي بدرجتي التقاضي أم أن نزاعه لازال مستمرا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى