مارك: نشعر بالفخر لمشاركتنا في أحدى قصص نجاح 2022
في حوار خاص مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والارث
صرّح المهندس المعماري مارك فينويك، مؤسس شركة فينويك إيريبارن آركيتكتس، التي أبدعت تصميم استاد المدينة التعليمية، الذي يُعرف بجوهرة الصحراء في قطر، أن الاستاد سيوفر أجواءً مفعمة بالحماس خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™️ لعدة أسباب أهمها قرب مقاعد المشجعين من أرضية الاستاد.
وتطرّق فينويك خلال الحوار إلى تفاصيل رحلة تصميم الاستاد، ومشاركته في تطوير استاد الثمامة واستاد راس أبو عبود، وما لمسه من التزام دولة قطر الراسخ بتقديم حلول مستدامة، وارتباط المشاعر الإنسانية باستادات كرة القدم مقارنة بالمنشآت الأخرى.
ويعد استاد المدينة التعليمية ثالث الاستادات جاهزية لاستضافة منافسات المونديال، بعد الإعلان عن اكتمال أعمال تطوير استاد خليفة الدولي في 2017، وجاهزية استاد الجنوب في 2019.
كيف أتيحت لكم فرصة المشاركة في مشروع استاد المدينة التعليمية؟
شاركنا في مسابقة لاختيار شركة لتصميم الاستاد والمرافق الرياضية المحيطة به لصالح مؤسسة قطر. وكان ذلك قبل تقديم ملف قطر لاستضافة بطولة كأس العالمFIFA 2022™. وكان الوصف المختصر الأصلي للمشروع هو تصميم مرفق رياضي، لكن تغيّر الأمر بعد فوز دولة قطر بحقوق استضافة البطولة، وانصب تركيزنا على تصميم استاد لكرة القدم.
وخلال مرحلة تقديم ملف استضافة البطولة؛ ساعدنا في إعداد العروض التوضيحية المقدمة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وكنا في غاية السعادة بفوز قطر بشرف تنظيم البطولة، وشعرنا بالفخر لإسهامنا، ولو بدور ضئيل، في تحقيق هذا النجاح المبهر. ومن ثم بدأنا العمل عن كثب مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومؤسسة قطر، والفيفا لتصميم استاد المدينة التعليمية.
ولا أخفي عليكم إعجابي بفكرة أن قطر تتطلع إلى تنظيم أفضل نسخة على الإطلاق من بطولة كأس العالم ™FIFA، إذ أن جميع استادات المونديال تقع ضمن مساحة صغيرة، ما يعني إتاحة الفرصة أمام المشجعين لحضور أكثر من مباراة في يوم واحد، ولا شك أن هذه ميزة فريدة، وكأن المونديال بمثابة نسخة من دورة الألعاب الأولمبية تقام ضمن منطقة جغرافية محدودة. ويضاف إلى ذلك بالطبع بناء استادات عصرية تستفيد من أحدث التقنيات المتاحة، ومن بينها استاد المدينة التعليمية.
جوهر كرة القدم
أخبرنا عن أهدافكم المعمارية أثناء تصميم الاستاد؟
أردنا تشييد استاد يعود بنا إلى جوهر رياضة كرة القدم، والذي يتمثل في تحقيق التقارب بين الجميع. فقد تطلعنا إلى تصميم استاد يزخر بالتميز ويبعث الحماس في نفوس المشجعين واللاعبين، وإذا نظرت إلى التفاصيل، كتصميم السقف على سبيل المثال، ستجده يعكس الصوت على أرضية الاستاد.
كنا من أوائل الاستادات التي تُعنى بموضوع التبريد. وعملنا مع المهندسين على إيجاد حلول للتبريد وكان ذلك أحد التحديات الكبرى. وتمثل أحد الحلول في شكل الاستاد ذاته، فهو عصارة علوم الديناميكا الهوائية؛ فالاستاد لا يبدو جميلاً من الخارج وحسب، بل إنه يمنع الرياح من الوصول إلى الاستاد. ولعل من أفضل ما يمّيز بطولة قطر 2022 أنها تساعد على تطوير منظومات جديدة ومبتكرة مثل تقنية التبريد.
الأكثر تشويقاً
ما هي أكثر المراحل تشويقاً في عملية تصميم الاستاد؟
بالنسبة لي، أرى أن الأكثر تشويقاً هو حينما تجلس وأمامك ورقة بيضاء فارغة وقلم رصاص وتبدأ في رسم شيء رائع ومميّز. قد تتسارع الأفكار أو تتباطأ أحياناً. تفكر في الواجهة مثلاً كيف تبدو بينما يتوجّه المشجعون نحوها. لا شك أن البدايات مشوقة دائماً.
أما عملية التصميم فهي ممتعة في حد ذاتها؛ إذ تنطوي على قدر هائل من التحديات، وعليك تخطي العقبات بنجاح، وهذا أمر يبعث الرضا في النفس.
أما المرحلة الأخيرة من رحلة التصميم فهي المباراة الافتتاحية في الاستاد. ما زلت أذكر استاد كورنيلا إل برات، ملعب نادي إسبانيول الإسباني، وهو ممتلئ عن آخره بـ 45 ألف مشجع يهتفون، واللاعبين على أرضية الاستاد، وأصوات الموسيقى تتعالى في جنباته. لقد كان إحساساً لا يوصف. أفضل المراحل هي البدايات الأولى واللحظات النهائية.
الرائع حقاً في استادات كرة القدم أن هناك رابط عاطفي بينها وبين الناس. ولا يحدث ذلك مع المنشآت الأخرى، مثل مراكز التسوق أو المباني الإدارية وغيرها. فاستادات كرة القدم مميزة وتولّد الكثير من المشاعر، وهذا ما يجعلك تشعر بالرضا أثناء العمل في إنجازها.
استاد مميز
ما رأيك في استاد المدينة التعليمية بعد اكتماله والأثر الذي سيتركه على المجتمع في قطر؟
أرى أنه استاد مميز للغاية، فالتعليم والرياضة من الركائز الرئيسية لبناء مجتمع صحي، ويعد استاد المدينة التعليمية رمزاً لكليهما؛ فالتعليم يهتم بالعقل كما تعنى الرياضة بالبدن. ولقد كانت تلك جزئية أساسية في استراتيجية المشروع، وأحد عناصر بناء الاستاد منذ بدء العمل فيه.
شكّل الإرث أحد العوامل الأساسية في هذا المشروع، وقد برهنت دولة قطر على امتلاكها رؤية عظيمة لتشييد استادات مستدامة اجتماعياً واقتصادياً، وتمتلك الدولة رؤية جديدة كلياً حول التصميم المعماري للاستادات؛ فاستاد المدينة التعليمية سيستخدم طوال العام، وسيضم قاعات دراسية، ومرافق مخصصة للطلاب مطلة على الاستاد عقب انتهاء البطولة، وكلها أمور في غاية الأهمية.
أؤمن دائماً بأن الاستادات يجب أن تُكرّس لخدمة المجتمع، إذ ينبغي ألا تكون مجرد مبانٍ قائمة. فهذا الاستاد سيتوسط حرم المدينة التعليمية، وسيتوافق بسهولة مع استخداماته لمرحلة ما بعد البطولة، على خلاف أي بناء يشبهه حول العالم.
حدث فريد
حدثنا عن شعورك حينما يستضيف الاستاد مباريات بطولة كأس العالم في 2022؟
أتطلع إلى متابعة المباراة الافتتاحية في الاستاد منذ أن كان مجرد تصميم على ورق، ولا ينقصه الآن سوى استضافة المباريات، وأتمنى أن تنطلق المنافسات على أرضية الاستاد خلال وقت قريب. وبالطبع، سيكون المونديال حدثاً فريداً، كما أن العمل على ثلاثة من استادات البطولة فرصة فريدة، إذ نعتبر أنفسنا كأننا أول من سجّل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة خلال بطولة كأس العالم في قطر قبل أن تبدأ منافساتها! وأعتقد أن سيناريو البطولة سيكون مذهلاً، ولن تكون بالنسبة لي مجرد مباريات في كرة القدم؛ بل ستشهد تتويج ذروة الأداء في مسيرتي المهنية، وأنا على يقين من أن قطر ستنظم نسخة استثنائية من البطولة في 2022.