هنا نلتقي .. موعد مع المجد

فزنا على منتخب «الساموراي» وأحرزنا بكل جدارة كأس آسيا لأول مرة، وفرحت قطر الغالية العزيزة الكبيرة صاحبة القلب الطيب والشعب الخلوق بهذا الإنجاز وتزينت شوارعها بنصر كبير، وفرح معنا الأشقاء والأصدقاء إلا الذين في قلوبهم مرض!!.
لقد تمكن العنابي من أن يمتلك شخصية البطل، وفرض بفضل التوظيف السليم لجهازه الفني بقيادة سانشيز روح الفوز حتى في المواقف الصعبة التي كان يخسر فيها جهود عدد من لاعبيه بسبب الإيقاف أو الإصابات .
وفي مباراة أمس، أثبت منتخبنا بحق أنه أهل للقب القاري، ومنذ الشوط الأول بانت ملامحه بعد أن لعب بروح الأبطال واستطاع أن يرسم الفرص ويصنع الأهداف ويقفل مفاتيح لعب اليابان، فضلا عن إجادة لاعبينا في التمرير الجيد والتعاون من خلال تميز عدد من اللاعبين وتألقهم، وفي المقدمة منهم أكرم عفيف، إلى جانب قوة العمق الدفاعي.
والجميل في الأمر أن منتخبنا المتجدد استطاع أن يقف بوجه رغبة اليابان في تعزيز رقمها القياسي بحصد اللقب الخامس في كأس آسيا لكرة القدم، وسجل الجميع بالفخر كيف استطاعت قطر أن تبني منتخباً شابا من أجل كأس العالم 2022 .
ليس هذا فقط، بل إن العنابي أظهر شخصية قوية أمام صاحب الأرض ليفوز عليه برباعية تاريخية وليعبر إلى النهائي لأول مرة في تاريخه.
ومما زادنا فخراً أن منتخبنا الذي نجح في صناعة التاريخ وكتابة حروف الإنجاز استطاع أن يحقق جملة من الأرقام والشواهد التي ستظل عالقة في قلوب المتابعين، وفي مقدمتها الاكتشاف المذهل لهداف البطولة المعز علي الذي سجل هدفه التاسع أمس بضربة مقصية رائعة تجاوز بها الرقم القياسي للإيراني علي دائي في 1996. في حين طوى منتخبنا أوراق مشاركته التاريخية دون أن يتعرض لأي خسارة.
وإلى جانب فخرنا الكبير باللقب، ثمة شعور آخر يتلخص في أننا قهرنا منتخباً آسيوياً كبيراً يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي، عندما فاز به أربع مرات سابقة، كان آخرها في نسخة 2011 التي استضافتها الدوحة، وتمكنا من الفوز عليه بوجود صفوف مدججة بالمحترفين الذين يلعبون في دوريات أوروبية.
وقبل الختام، نستطيع القول إن الإنجاز القاري الكبير الذي حققه منتخبنا سيكون محطة مثالية على طريق إعداد منتخب المستقبل، خاصة أن الفريق لم يسبق له اجتياز دور الثمانية في تاريخ مشاركاته بالبطولة الآسيوية.
وأخيراً، لابد أن نقدم تبريكاتنا بهذا الفوز لسمو الأمير المفدى الذي منح هذا المنتخب الكثير من فيض رعايته وحرص على الإشادة بما وصل إليه، خاصة عندما أعرب سموه قبل النهائي عن رضاه بما وصل إليه كمنتخب للمستقبل. كما نقول: شكراً لسمو الشيخ جاسم بن حمد شيخ الشباب الذي رعى مشروع إعداد هذا المنتخب الواعد منذ بواكير تشكيله عندما انطلق الكثير من عناصره من أكاديمية أسباير .
كما نشيد بجهود الاتحاد القطري الذي لم يبخل على إعداد هذا الفريق بالصورة المثلى، والجهاز الفني بقيادة سانشيز الذي أثبت أنه أحد مفاتيح هذا الإنجاز. ومبارك لقطر وأهلها من مواطنين ومقيمين بشائر الفرح بهذا الإنجاز الذي تحدينا به من أراد لنا أن نخسر ونودع المنافسة عندما حال بيننا وبين جمهورنا. وشكراً للجمهور العماني الأصيل، ولكل كلمة تشجيع أو ثناء قالها شقيق أو صديق.
والشكر موصول لاعلامنا الرياضي المقروء والمرئي والذي تعامل مع البطولة برقي ومسؤولية.