هنا نلتقي.. 300 يوم عز وفخر
أمس، طوى الحصار المفروض على بلادنا يومه الـ(٣٠٠)، ليتحول هذا الرقم في ذاكرة التاريخ إلى مكاسب فرضت وجودها ليس في ملاعب الرياضة فحسب، وإنما في باقي المجالات الأخرى حتى أصبحت مقولة سمو الأمير المفدى (رب ضارة نافعة) خارطة طريق لنا لنمضي قدماً في إعلاء نهضة قطر الحديثة وتعزيز إنجازاتها وشموخها في مختلف الميادين .
وفي الواقع نستطيع القول ومن منطلق الاقتدار والثقة بأن قطر فعلاً قبل 5 يونيو تختلف عما بعده، فعلى امتداد الشهور التي مضت من زمن الحصار، شهدت قطر وجهاً آخر وانطلاقة جديدة، شعارها التحدي وطابعها الإرادة الصلبة والمستمدة من ثبات قيادتنا الحكيمة وشجاعتها ورباطة جأشها .
ورغم الحصار الفاشل الذي فرضه علينا المحاصرون منذ الخامس من يونيو الماضي، فإن قطر تعلن بشموخ وثقة اندحار هذا الحصار وتشييعه إلى مثواه الأخير في ملاعب الرياضة كما في الميادين الأخرى.
فها هي إنجازاتنا الرياضية تتواصل صعوداً، والدوحة تفتح ذراعيها للمزيد من الأحداث والبطولات والملتقيات الرياضية العالمية لتثبت فشل رهان دول الحصار. أمامنا بطولات وألقاب، تتحقق هنا وهناك، وقد لا نستطيع عبر هذه الوقفة السريعة أن نمنحها حقها لكننا سنقف عند «أم الألعاب» التي نالت حصة الأسد من خلال استمرار تألق بطلنا برشم في حصد الألقاب العالمية، من بينها أفضل رياضي في العالم عام ٢٠١٧ وقبلها لقب بطولة العالم في الوثب العالي.
وهناك إنجاز العنابي تحت ٢٣ سنة الذي نال الميدالية البرونزية في بطولة أمم آسيا لكرة القدم بالصين، فيما نجح فريق الغرافة لكرة اليد بإضافة نقطة مضيئة إلى ألقاب الحصار بحصوله المستحق على لقب البطولة العربية للأندية أبطال الكؤوس في صفاقس. ليس هذا فقط، بل إن قطر تظل فخورة بأبطالها، ومن بينهم ناصر العطية الذي واصل ألقابه وإصراره على تحقيق المزيد منها بنيل لقب أفضل رياضي عربي تقديراً لإنجازاته العالمية الباهرة.
وهناك انجاز منتخبنا لكرة اليد المتوج بلقب البطولة الاسيوية الثامنة عشرة في سووان بكوريا الجنوبية، وإنجاز العربي في «السوبر» العربي لكرة اليد في صفاقس، فضلا عن نجاح فارسنا البطل علي بن خالد آل ثاني في تحقيق إنجاز دولي مميز، وهو إحراز المركز الثالث في نهائي بطولات غلوبال تور .
في حين تمضي إنجازاتنا الإعلامية هي الأخرى تتحدى الحصار من خلال استمرار تفوق «امبراطور الإعلام الرياضي العربي» قنوات بي إن سبورت، وتحضيراتنا لمونديال ٢٠٢٢ ماضية بهمة عالية رغم أكاذيبهم.
وفي الرياضة، كما في غيرها، فشلت دول الحصار في النيل من سمعة قطر والتأثير على مسار التنمية والنهضة التي تشهدها، فيما ظلت بلادنا ترفض التهديدات والإملاءات وتبادر كعبة المضيوم لدعم أشقائها في كل مكان، فكانت، ولله الحمد، قوية بتكاتف شعبها والمقيمين على أرضها حول قيادتنا الحكيمة، ليشكل الحصار انطلاقة جديدة وانتصارا للرؤية الوطنية.
إن الرياضة القطرية «بعد 300 يوم حصار» اكتسبت احترام وتقدير العالم والمنطقة بأسرها.. ورغم الحصار وتداعياته وآثاره وتكاليفه فإن قطر –ليس كما يزعم الحاقدون والكائدون – ستظل كبيرة وشامخة لأنها، باختصار، قد حققت في الحصار ما لم تحققه قبله. لقد مر ٣٠٠ يوم من حصارهم، لم نكن نحسبها لثقلها أو قساوتها لأنها، باختصار، أيام عز وفخر!.