هنا نلتقي.. الاتحاد “شاهد ما شفش حاجة”!!
دُهشت واستغربت كثيراً، عندما علمت بالعقوبات المفروضة على نادي الخريطيات بسبب انسحاب فرقه من بعض مباريات الفئات السنية تحت ١٣ سنة (مباراتين)، وانسحاب فريقه تحت ١٩ سنة (مباراة واحدة)!.
وبحكم تجربتي في العمل الاداري الرياضي، لم تمر عليّ حالة الانسحاب لفريق واحد بهذا الكم من المباريات في فترة وجيزة، حيث شاطرني الإخوة في “المجلس “هذا الاستغراب، عندما تطرقنا لهذا الموضوع واستمعنا الى مداخلة الأخ حمد عيد المنسق الاعلامي للنادي الذي برر الانسحاب بأن المستحقات المالية لم تنزل وبعدم وجود مواصلات وان فريقهم يقع في منطقة جغرافية تضم اكثر من نادٍ، فضلاً عن وجود شح في اللاعبين، وكلها مبررات واهية وضعيفة، لان ما أعلمه ويعلمه الجميع ان المستحقات المالية للفئات لم تنزل لكل الفرق.
كما ان موقع نادي الخريطيات ليس جديداً في هذه المنطقة كي يصبح عائقاً أمام أبنائه، ولا أعتقد ايضاً ان المواصلات مشكلة، إذ كان بالامكان ان يستأجروا باصاً لمدة شهر او أكثر بثمن مناسب.
وفي اعتقادي ان الضعف الاداري كان السبب، ويمكن للنادي حل هذه المشكلة بتكلفة أقل من خلال الاتفاق مع ٣-٤ مدارس مجاورة للاستعانة بلاعبيها والتفاعل مع أسر هؤلاء اللاعبين الصغار وتشجيع أبنائهم على حضور التمارين، لان تجمع اللاعبين في أي نادٍ إنما هو تجمع اجتماعي ورياضي وصحي للاعبين، إذ إن كل أولياء الأمور اذا وجدوا بيئة صحية في الأندية فإنهم سيشجعون ابناءهم على الانتظام في الاندية، ولن يضير أي اسرة ان يذهب ابناؤها ٤-٥ مرات في الاسبوع لغرض التدريب.
وهنا أود ان أوجه اللوم الى الاتحاد القطري وأعتبره شريكاً وطرفاً في هذا القصور، كونه وقف وقفة المتفرج والمشاهد وطبق لوائح الانضباط عليهم فقط وكأنه لا يعلم ان الخريطيات له – كما لغيره من الاندية – دور في انتشار اللعبة، وكان الأجدى به ان يجلس مع الفريق ويحل مشاكله ادارياً ويوجهه في كيفية جذب واستقطاب المزيد من اللاعبين وتذليل العقبات التي تعترضهم ادارياً ومالياً، لان الخاسر في هذه الحالة ليس الخريطيات لوحده وانما الكرة القطرية.
باعتقادي ان هذه السابقة اذا لم يتم حلها بالشكل السليم، فإننا سنشهد بسببها المزيد من الانسحابات بدلا من اقتصار العقوبة على اعتبار الفريق خاسراً صفر -٣ وغرامة مالية. نعم، الحل ليس بالعقوبات وإنما في كيفية معالجة أصل المشكلة وهو ما يجب ان يعمل عليه الاتحاد اذا اراد لهذه المعضلة ان تنتهي!.
