لغز أكرم .. بين الضحك والبكاء !
ماذا جرى لأكرم عفيف ؟
لماذا غاب عن مباراتنا الأخيرة مع الهند ؟
هل أبعده المدرب سانشيز ، أم انه غير جاهز بدنياً ؟
تساؤلات كثيرة أطلقتها جماهيرنا ومازالت عن هذا الغياب المدوّي الذي كان مثار الجدل في أوساطنا الجماهيرية والاعلامية وفي منصات التواصل الاجتماعي . نعم انه غياب محيّر ، جعل المتابعين والمراقبين والجماهير في قطر وخارجها يفسرون الموضوع كلّ على هواه ..ويدلون بدلوهم بطريقة ” الرجم بالغيب ” أحياناً ، وبالتخمين والمعلومة غير الموثوقة أحياناً أخرى ..لكن بعضها يرى ان الأمر مرتبط بقرار المدرب بسبب تقاعس أكرم في التدريب وتعرضه للطرد من قبل سانشيز في احدى الوحدات التدريبية .
ولكن قبل الدخول في التفاصيل لابد من القول ان قضية أكرم شغلت الشارع الرياضي القطري والخليجي وان الذي يريد البحث عن الحقيقة عليه ان يعرف بان نوع المخالفة هو الذي يحدد نوع العقوبة ، وعلى الجميع ان لا يتعجل في الحكم حتى تتوضح الأمور وتنكشف الحقيقة للجماهير والاعلام .
فنحن لانختلف جميعاً على ان أكرم هو أحد نجوم بلادي ان لم يكن أفضل لاعب فيها وان غيابه سيكون بلا شك عاملاً مؤثراً على مسار اللعب والقدرة على ايجاد الحلول الفنية في التسجيل او خلق الفرص وهو ما أفتقدناه في مباراة الهند التي كنا فيها الأفضل والأرجح لكن الأكثر عجزاً في ترجمة الفرص الى أهداف . غير ان وجود كل هذه المزايا لايلغي حقيقة ان أي منتخب يقوم على أساس جهود وبصمات لاعب واحد في أي مركز سيواجه مشكلة حقيقية !
غريب حقاً ان يظهر هذا التأثير أمام منتخب واعد يقل عن منتخبنا مستوى وخبرة واعداداً ، وليس أمام منتخب قوي وكبير ، فكيف يحصل ذلك ونحن أبطال آسيا وان الارتكاز على خدمات لاعب دون سواه يجعلنا في مواجهة مشكلة أخرى قادمة – لاسمح الله – لو تكرر الأمر مع لاعب آخر .
سألوني كاعلامي ومتابع : من ظلم من ؟
هل أكرم هو الذي أخطأ بحق منتخبه أم ان مدربه – الذي يرى في عدم اشتراكه في المباراة أفضل قرار له وللاعبه – هو الذي أخطأ ولم يحسب لهذا الغياب أي حساب ؟
مايهمني في الأمر الجانب السلوكي والأخلاقي الذي يفرض على اللاعب الدولي ان يضع مصلحة بلاده فوق أي اعتبار ويعطي لانتمائه وقميصه الوطني ما يستحقان من عطاء ليكون كالفارس الذي يدخل المعركة متسلحاً بمحبة بلده وأهله ومنتخبه ومترفعاً عن صغائر الأمور ومتفرغاً للمهمة الوطنية التي تنتظره مع منتخبه وناديه ومبتعداً عن ارسال التلميحات الغامضة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لا يعرف أحد مقاصدها على شاكلة :
ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟
بكيت فقالوا ألا تبتسم؟
وأخيراً أقول ان على أكرم الذي نعتز به كنجم شق طريقه بثقة في صفوف منتخبنا الوطني وناديه ان يجعل من الذي حصل درساً بالغ التأثير له وان يعود كما عهدناه حريصاً من أجل سمعة بلده ومنتخبه ، متفانياً من أجل ان يظل عنصراً مؤثراً بكل ما نعرفه عنه من إيثار وتعاون مع زملائه داخل الملعب .