خمس سنوات مرت.. ولا عزاء للحاقدين!
ميني مقال..
كنت أود ان أكتب عن ذكرى مرور خمس سنوات على إسناد تنظيم كأس العالم 2022 لقطر، وقد مرت السنوات الخمس سريعاً، لكن هذه السنوات جعلتنا نكبر ونكبر بسرعة، نكبر على الصعيد الاقتصادي والاعلامي والسياسي والمجتمعي.
أشعر ان مجتمعنا بعد 2022 أصبح أكثر طموحاً وتطلعاً الى مستقبل زاهر، وها هي قطر -ولله الحمد والمنة- محط الأنظار والاهتمام والكل يشير اليها بالبنان كلما يذكر النجاح في شتى المجالات.
كما اننا في هذه السنوات الخمس تعرضنا الى اكبر حملة شرسة وصلت حد الوقاحة والبذاءة والكذب والافتراءات مع ان جميع بطولات العالم السابقة تعرضت الى حملات التشكيك لكنها لم تصل إلى ذروة الوقاحة والصفاقة مع قطر.
أقول هذا الكلام، وأتذكر مقالي المطول الذي كتبته في الثاني من نوفمبر الماضي تحت عنوان: لماذا لم يحتج الإنكليز؟ والذي لايزال موجودا على الصفحة الرئيسية لموقع استاد الدوحة الالكتروني وهو -كما يبدو من قناعة الاخوة في هيئة التحرير- مازال محتفظاً بقوته وأصدائه حتى تنتهي قطر من تنظيم المونديال في الثامن عشر من ديسمبر 2022.
لقد تساءلت في ذلك المقال عن سبب عدم مطالبة الانكليز بسحب تنظيم مونديال 2018 من روسيا مع ان ملفهم اندحر امامهم، وبدلا من ذلك بدأوا يعزفون نفس الاسطوانات القديمة والمكررة حول ضرورة سحب كأس العالم من قطر متذرعين بحجج واهية وأكاذيب وادعاءات تتعلق مرة بحقوق العمال ومرة بحقوق الانسان واخرى بالتوقيت والوفيات المزعومة وكأن قطر هي التي تسببت في خسارة انكلترا أمام روسيا.. ولعل ما جعلني أكتب هذه السطور التصريحات «العوراء» والمقززة التي خرجت من فم رئيس الاتحاد الانكليزي غريك دايك مراراً وتكراراً، والتي أتساءل ازاءها: هل ارتكزت هذه التصريحات على معطيات ومرتكزات ووثائق أم ان الكراهية والبغضاء وحدهما كانا الركيزة؟.
نعم، ان المقال صالح لفترة طويلة لان دايك أطلق تصريحات جديدة هي نسخة طبق الاصل من تصريحاته تلك وقد نشرتها وسائل الاعلام بلغاتها المختلفة صباح الاثنين الماضي مطلع ديسمبر الحالي، وجاء فيها ان دايك أعرب عن شكوكه حيال إقامة مونديال 2022 في قطر، وقال: ان هذه اللحظة هي الأسوأ في تاريخ الفيفا وأعتقد أننا سندفع ثمن ذلك لمدة سبعة أعوام إضافية.
ومضى يقول في تناقض غريب: إن التحقيق الجنائي الذي فتحته النيابة العامة السويسرية أظهر وجود حالات فساد، فستكون هناك شكوك قوية بشأن إقامة المونديال في قطر، أنا شخصيا لست واثقاً من ذلك.
هل فهمتم شيئاً من هذا التصريح «المعفّن»؟ بالتأكيد لا، اما بسبب وجود خطأ في الترجمة مع صياغة ركيكة، واما ان هناك «هذرة» من أجل «الهذرة» وقناعتي ان الخطأ والهذرة موجودان معاً!.
لا جديد لدى دايك واتحاده ولا عند الباحث المسؤول في منظمة العفو الدولية المدعو مصطفى قادري الذي ذكر يوم الاثنين ايضا ان المنظمة وجهت انتقادات لقطر بدعوى عدم القيام بإجراءات فعالة لإنهاء ظاهرة الاستغلال المزمن للعمالة الوافدة منذ 5 سنوات زاعماً ان قطر قامت بالقليل من الإجراءات لمعالجة ظاهرة انتهاك حقوق العمال الأجانب، وتأخير اصلاح قانون العمل.
وناشد هذا الباحث «النكرة» الفيفا بالعمل مع السلطات القطرية والشركاء التجاريين لضمان ألا تبنى كأس العالم على الاستغلال حسب تعبيره!.
مجدداً أقول ان ما ذكره قادري «مأخوذ خيره» وسالفة قديمة، وان توقيت نشره يحمل اكثر من شبهة، كذلك من ترجم الخبر ونشره وروج له حتى من بعض أبناء جلدتنا!!.
رائع ان يشار الى خطأ في حال كان موجوداً لان الانسان يتعلم من أخطائه، أما مبدأ التشهير من أجل التشهير فمثير للسخرية والاحتقار.. وكذلك الافتراء من اجل الافتراء سواء كان الخبر قصيراً أو كان لا يخلو من زخرفة طويلة!.