مقالات رئيس التحرير

تقرير غارسيا .. و” درب الزلق” !

في الوقت الذي شاهد العالم بأسره واطلع على تقرير غارسيا , وأعترف القاصي والداني بأحقية قطر وجاهزيتها ونظافة ملفها لتحقيق حلم الشرق الأوسط باقامة أول مونديال فيه عام 2022 , نجد من الواجب علينا ان نتوقف لنقدم كلمات الشكر والثناء للشباب القطري الذي عمل واجتهد وثابر من أجل ان يبقى هذا الاستحقاق التاريخي قطرياً بالاسم والحقيقة .

واذا كان المثل الخليجي الدارج يقول : ” ياماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة ” , فاننا كنا نخاف على رجال هذا الملف من ان يكون التقدم لهذه المهمة الصعبة بمثابة ” درب الزلق ” الذي لا تحمد عقباه , ولكن شبابنا أعضاء فريق ملف قطر آنذاك كسروا ولله الحمد هذا المثل وقبلوا التحدي ودخلوا المنافسة مع سبعة دول , وفازت قطر بالاستضافة وتحقق الظفر التاريخي .

نعود الى هذه المهمة التي شبهتها ب ” درب الزلق ” فأقول ان المهمة كانت شاقة والدرب عبارة عن ” وحل ومستنقع ” وتعرض كل من سار فيه الى سقطات وهجوم وتشكيك . فهناك – مثلاً – من سقط وتعثر من خلال تقديم رشى على شكل أموال طائلة أو تعهدات ببناء ملاعب أو شتى اشكال المساعدات التي قدمت لاتحادات وطنية تحت غطاء الدعم وأقل هذه الرشى وصل حتى تقديم هدايا بشكل حقائب نسائية لزوجات مسؤولي ملفات الدول التي يطلب منها كسب صوتها .

نعم , كان هذا مسلك بعض الدول المرشحة لتنظيم مونديالي 2018 و2022 والنسخ السابقة , الا ان شبابنا ولله الحمد عبروا الدرب بنزاهة واحترافية معتمدين في المقام الأول على الله تعالى ومن ثم الثقل الكبير الذي يمثله الملف وما يضمه من مزايا لم تتوفر في الملفات الأخرى .  فالملف كما يعلم الجميع يمثل أفضل تجربة مشاهدة لمباريات مباشرة على الإطلاق اذ سيكون بإمكان الجماهير مشاهدة أكثر من مباراة مباشرة في يوم واحد وقطع مسافات قصيرة خلال تنقلهم بين المواقع. بل ان حجم بلدنا جغرافياً سيجعل من مونديال 2022 بطولة متميزة وفريدة للاعبين والجمهور ناهيكم عما يعنيه التقارب الجغرافي الذي سيجعل وقت التنقل من المطار وأماكن الإقامة إلى مناطق المشجعين والملاعب ومعالم الجذب السياحي قصيراً.

ولا ننسى التعهدات الحكومية في تأمين البنى التحتية وتوفير الدعم اللازم لاكمال منشآت ومرافق ومشاريع الاستضافة حيث حصل فريق الملف منذ تشكيله عام 2009 على دعم لا محدود من سمو الأمير الوالد الذي كانت له تحركات مشهودة لكسب الأصوات وتحشيد الدعم من خلال علاقاته الجيدة ورصيده العالمي الذي كسبه لدوره الكبير في احقاق السلام والحرية للشعوب 

ولا بد أيضا من القول ان السنوات السبعة التي انقضت من التحضير والتجهيز قد أكدت ثقة الفيفا والمؤسسات الكروية العالمية والاقليمية في قدرة قطر على انجاح هذا الحدث العالمي وتجسد ذلك في موافقة الفيفا على تغيير توقيت مونديال 2022 من الصيف الى الشتاء والمضي قدما في استكمال المشاريع والخطط التي تستمد نجاحها من الرؤية الوطنية 2030، لتأمين البنى التحتية اللازمة من فنادق جديدة ومترو جديد وقطارات السكك الحديدية الخفيفة وشبكة الطرق الحديثة خلال البطولة الى جانب تحقيق التوسعة في مطار حمد الدولي لضمان استيعاب عشرات الآلاف من الجماهير واللاعبين والإداريين الذين سيأتون إلى قطر عام 2022.

فشكراً لرجال الملف الذي حملوا آنذاك المهمة ونجحوا وما زالوا في تأكيد مكانة قطر على الخارطة العالمية .. شكراً لسعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس لجنة الملف . شكراً للأخوة حسن الذوادي , والشيخ حمد بن خليفة والشيخ علي بن سعود وعلي الذوادي وناصر الخاطر وخالد الكبيسي وياسر الجمال وحمود السبيعي وغيرهم في العناوين واللجان والكيانات التي عملت مع الملف .

شكراً لكل الأخوة الذين انضموا الى رحلة التحدي وتابعوا المهمة في اللجنة العليا للمشاريع والارث وما قدموه لأجل قطر التي تستحق منا الكثير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى