تصحيح لابد منه!

ميني مقال..
كنت في مقال سابق قد طرحت إمكانية ان تتاح الفرصة لمنتخبنا الأولمبي للمشاركة في خليجي 23 تحضيرا للاستحقاقات المقبلة ومنها التصفيات المؤهلة الى اولمبياد ريو دي جانيرو، والأمر هذا لا يخرج من سياق الحديث عن مستقبل الكرة القطرية بروافدها المختلفة.
واستكمالا لهذا الحديث، أتوقف قليلا عند المحصلة التي خرجت بها منتخباتنا الوطنية للفئات السنية وأعني بذلك الشباب والناشئين في مشاركاتهما الأخيرة والتي كانت سلبية في الكثير من تفاصيلها، فمنتخب الشباب دفع ثمن النتائج المتواضعة التي حققها مؤخرا ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع ظهوره بهذه الطريقة خاصة وأنه من المفترض أن يكون قد وصل إلى مرحلة الجاهزية المطلوبة كون تصفيات آسيا باتت على الأبواب.. وقد أدى ذلك الى اقالة جهازه التدريبي البرتغالي واستبداله بآخر اسباني ولتبدأ معه رحلة الأمل في التصفيات القارية التي ستبدأ في الدوحة مطلع الشهر المقبل الى جانب منتخبات عمان ولبنان وتركمنستان والتي ستكون مؤهلة للنهائيات القارية في البحرين العام المقبل.
أما عنابي الناشئين، فانه خرج هو الآخر من التصفيات الآسيوية التي جرت في الدوحة مؤخرا بعد خسارتين امام العراق وطاجكستان وفوز على تركمنستان ليطوي الفريق رحلة اخرى من محطات الاعداد التي نعول عليها كثيرا لتجديد شباب الكرة القطرية ورفدها بمشاريع النجوم مستقبلا خاصة وان اعداد عناصر هذا المنتخب سيتواصل لتمثيل بلدنا في اولمبياد اليابان الذي سيقام عام 2020.
وإزاء هذا التراجع، لابد من تقييم ما حصل والا تمر هذه الاخفاقات مرور الكرام، وأنا هنا أطالب بإيجاد لجنة تقييم ادارية في الاتحاد القطري، يمكن تسميتها بـ«لجنة أزمات» مهمتها الاشراف على الفئات السنية وتضم الخبراء والاداريين والمعنيين من ذوي الكفاءة، واختصاصها وضع الاسس والضوابط لعملية بناء قاعدة الكرة القطرية وتقييم مشاركاتها المختلفة، ولا بأس ان يتوسع نطاق عملها ليشمل أنديتنا ايضا التي تحتاج الى اعادة النظر بالكثير من ثوابت خططها وبرامجها المستقبلية.
نعم، ان واقع الفئات السنية في الأندية مازال يسير بخطى متعثرة ومتباينة ولا يخفى على أحد ان تطور الفئات السنية هو مؤشر على تطور الكرة بشكل عام، ولن تنهض الكرة بدون النهوض بقاعدتها وهي الفئات السنية.. ولن يقوم بيت بدون قاعدة صلبة وراسخة.
قد تكون إمكانات الأندية متفاوتة في عوامل متعددة وهذا التفاوت ينعكس على صناعة لاعبي المستقبل، لكننا نؤمن بانه آن الأوان لنبدأ خطوات التصحيح في هذا القطاع واستثمار ما توفر للكرة القطرية من دعم استثنائي يجب ان يعطي ثماره في القادم من الأيام.. وكل عام وانتم بخير.
ماجد الخليفي