أخطاء التنظيم الألماني ، والنموذج القطري المشرّف – ماجد الخليفي

بعد اسبوعين فقط من انطلاق كأس أوروبا بنسختها ال 17 في المانيا، كان الجميع منشغلاً بالحديث عن الأخطاء والملاحظات التنظيمية التي رافقت البطولات والتي لم يكن الكثير منها متوقعاً من حدث كان من المفترض ان يرقى الى مصاف البطولات الكروية الكبرى فنياً وتنظيمياً ..
وباختصار ، يمكن القول ان يورو 2024 كانت مثار انتقاد واسع لما رافقها من سوء التنظيم وأخطاء الترتيبات اللوجستية والتحضيرات وغيرها في وقت كان فيه العالم بأسره ولله الحمد يتحدث عن الصورة الاكثر إبهاراً وتميزاً في الناحية التنظيمية خلال مونديال قطر 2022.
لم يكن متوقعاً ان المانيا البلد الذي يعشق التكنولوجيا سيعجز عن تأمين الحل لمشكلة غرق بعض الملاعب وتأثرها بهطول الأمطار ، وشاهد الجميع في دورتموند تلك الفوضى العارمة التي أصبحت مصدر سخرية عندما قام عمال الملعب بتصريف المياه بطريقة بدائية للغاية!
والأدهى من ذلك ان عدم وجود سقف في جزء أحد الملاعب تسبب في هطول المطر على الجماهير ، بينما شهد ملعب مدينة شتوتغارت، حادثة غريبة بتعرضه لهجوم من أسراب النحل خلال مباراة منتخبي الدنمارك وسلوفينيا.
وثمة اعتراضات وشكاوى من نوع آخر على فوضى تنظيم انتقال الفرق وطول المسافة بين مكان إقامات بعضها وملاعب المباريات، إذ اضطر الفرنسيون لقطع رحلة استغرقت 3 ساعات للوصول إلى ملعب مباراتهم مع النمسا، بعد أن رفض الأمن الألماني وضع مرافقين من الدراجات النارية لإبعاد السيارات عن طريق حافلتهم..
ومن بين الاعتراضات التي تناقلتها الوكالات ما جاء على لسان دومينيكو تيديسكو مدرب بلجيكا الذي تذمر من الفوضى وهو في طريقه الى الملعب ، فهو يؤكد بمرارة وألم ان ما شاهده من ظروف لم يصادفها من قبل ..!
فقد تم نقلهم من الفندق في حوالي ساعة مع مرافقة الشرطة بدون ضوء أزرق ، وكان الطريق خالياً تماماً وأبطأوا سرعتهم الى 20 أو 25 كم في الساعة وكانت حافلة الفريق تتوقف عند كل اشارة مرور حمراء
قابلوها واضطروا لتقليل وقت الاحماء !
ويواصل تيديسكو سرد معاناته مع التنظيم الالماني فيقول ان كل شيء مسموح به والمباراة لا تؤجل لمدة ربع ساعة وشكا من توجيه الليزر للاعبيه !!
ثم جاءت مشكلة أخرى وهي اكتظاظ القطارات والتأخر في مواعيد انطلاقها القطارات ، بينما كان الجميع يتذكر ان قطر رصدت في بنيتها التحتية مبالغ طائلة لتأمين أحدث وأرقى شبكة مواصلات وتنقلات للفرق والجماهير للاستمتاع ببطولة كان المتفرجون فيها يستمتعون بمشاهدة اكثر من مباراة في اليوم الواحد.
فضلا عن حالات الشغب ونزول الجماهير وفوضى دخول البعض منهم بطريقة أثارت السخرية بينما ضربت قطر في المنظومة الأمنية مثالاً راقياً لبطولة ناجحة في الجانب الأمني وهو كان وراء خلو البطولة من أي شغب أو فوضى.
وأخيراً أقول للاعلام الالماني وبعض الاعلام الأصفر في أوروبا ، هذه هي الحقيقة ، اذا ما أردتم المقارنة بين أخطاء التنظيم في اليورو الحالي والنموذج المشرّف الذي قدمته بلادنا قبل عامين .
انظروا الى ملاحظات اعتراضكم وسترون ان ما تحقق يفضح فشلكم بدءً من هجومكم الظالم على بلادنا ، ورفضكم المثير للسخرية لإقامة البطولة في بلد عربي آسيوي، وصولا إلى انتقاد الطقس والعمالة والبنى التحتية والجماهير وغيرها من الملاحظات التي حاول اعلامكم تضخيمها فخسر وخاب مسعاه.
شكراً لقطر على الدرس الذي قدمته للعالم ولالمانيا الصديقة التي اعترفت بانها خسرت الجولة قبل ان تنتهي.