بارشا صنع تاريخاً ومعه الحظ والحكم
تحالفت الاقدار غير الجيدة سواء من تحكيم ظالم او من سوء حظ عجيب ضد برشلونة الاسباني في العديد من مبارياته المحلية في الدوري لا ليجا.. وأفقده الحكام غير مرة نقاطا ثمينة كان جديرا بها لاسيما في مباراتيه ضد ريال بيتيس او فياريال.. كما عانده الحظ بغرابة في مباراته في ملعبه ضد الافيس او في كلاسيكو الذهاب ضد ريال مدريد وخسر خمس نقاط في المباراتين.
لكن كل الحظ الذي عانده وكل التحكيم الذي ظلمه تراجعا وتحالفا معا ليمنحاه فوزا تاريخيا مذهلا 6 – 1 على باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراة الاياب في كامب نو في ثمن نهائي دوري الابطال الاوروبي شامبيونزليج.. ليعوض البارشا هزيمته الثقيلة جدا برباعية نظيفة في مباراة الذهاب في باريس ويعبر الى ربع النهائي في مباراة اطلقوا عليها مباراة القرن.
العجيب ان كل الاقلام والافواه تبارت في الاشادة الضخمة ببرشلونة وفريقه العظيم ومدربه البارع والاداء الخيالي والانجاز المذهل دون ان يذهب أحد (الا من رحم ربي) للكلام عن الحظ الهائل الذي ساند البارشا.. والتحكيم الالماني الغريب الذي ظلم سان جيرمان في اربعة أحداث ضخمة كان يمكن ان تقلب وجه المباراة رأسا على عقب.
ولنبدأ بالحقيقة الاولى.
برشلونة كان محظوظا للغاية.
الهدف الاول لسواريز ضربة حظ عجيبة بداية بخطأ بالغ السذاجة والغرابة من تياجو سيلفا باعادة الكرة العالية بالرأس نحو مرماه.. ثم من الحارس المتردد تراب في الخروج الغبي من مرماه ليتركه خاليا لكرة سواريز لتعبر الخط.. ورغم أن الهدف صحيح مائة بالمائة الا ان عشرات الاهداف من تلك النوعية تمر مرور الكرام دون احتسابها وعانى برشلونة نفسه من احداها هذا الموسم.
الهدف الثاني هو قمة الحظ للبارشا سواء من تياجو سيلفا الذي ترك الكرة ظنا انها ستخرج الى ضربة مرمى (مثل أي طفل صغير) ليتجاوزه انييستا ويعيدها بكعبه.. ويكتمل الحظ العجيب لبرشلونة بخطأ المدافع كازورا بوضع الكرة في شباكه بينما خرج الحارس كالعادة في توقيت خاطئ.
الهدف الثالث حظ ضخم ايضا.
أولا فقدان مونير لتوازنه في تلك اللحظة امر غريب.. وتعمد نيمار الذهاب اليه والاصطدام برأسه والسقوط مسألة خالية من الروح الرياضية.. وتدخل الحكم الخلفي لاحتساب ركلة جزاء في شامبيونزليج امر لم يستفد به فريق قبل البارشا.
وكثير من الحكام يحتسبها ركلة حرة مباشرة او غير مباشرة ضد نيمار كلعبة خطيرة.
الهدف الخامس لا علاقة له بركلات الجزاء.. وخلالها تعمد سواريز الاتجاه في طريق ماركينيوس ثم القى بنفسه بسذاجة مدعيا الاصابة او الاعاقة.. وجاء قرار الحكم الالماني ايكين اكثر سذاجة باهدائه ركلة الجزاء التي احيت المباراة.
ولا ننسى بالطبع اهدار كافاني لانفراد تام بمرمى البارشا والنتيجة 3 – 1.. وما أندر ما يهدر كافاني مثل تلك الفرص السهلة.
هذا هو ملخص حظ برشلونة الرهيب.
ويكتمل الامر بخطأين تحكيميين فادحين ضد سان جيرمان بتجاهل ركلتي جزاء ضد ماسكيرانو، اولاهما من لمسة يد منعت كرة عرضية والنتيجة 1 – صفر.. والثانية من عرقلة متعمدة من الخلف للمنفرد دي ماريا وتستوجب ركلة جزاء وطردا حتميا لماسكيرانو والنتيجة 3 – 1.
البارشا صنع تاريخا بكل المقاييس.
ولكن الحظ والحكم شاركاه بقوة.