الخليفي وأنشيلوتي والفيراري
خاطرة وريشة
انتزاع لقب ثانوي لتعويض الإخفاق في المنافسة على لقب كبير من شأنه أن يهدئ الأعصاب ويريح النفوس ويعيد الأمور الى نصابها بانتظار استحقاق آخر.. وعليه، وفور احتفاظ باريس سان جرمان بكأس رابطة أندية المحترفين على حساب موناكو (4 – 1) صرح رئيس النادي ناصر الخليفي: «أظهرنا وجهنا الحقيقي، وما تحقق كان مهماً للرأس أيضا» ونوّه بـ«اللاعبين الكبار والنادي الكبير والمدرب الكبير».
خسر موناكو مباراة واحدة كماً ونوعاً فراح النقاد يتساءلون ما إذا كان سيخرج من الموسم «بلا حمص»، واستعادوا ذكريات 2003 – 2004 عندما كان متقدماً على أقرب منافسيه بـ10 نقاط في بطولة الدوري الفرنسي خلال يناير وإذ به يحتل المركز الثالث عند خط النهاية في أواخر مايو، وعندما أزاح ريال مدريد وتشلسي في ربع ونصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يسقط أمام بورتو صفر – 3 في مباراة القمة.. وحالياً، يتقدم موناكو على سان جرمان في الدوري بفارق 3 نقاط بعدما لعب كل منهما 30 مباراة من أصل 38.. ثم إن المباراة ضد سان جرمان حملت الرقم 45 لموناكو هذا الموسم بخلاف المباريات التي خاضها لاعبوه الدوليون، وهو سيلعب اعتباراً من الثلاثاء 4 ابريل (ضد ليل في ربع نهائي كأس فرنسا) وحتى 22 منه (ضد ليون في الدوري) 6 مباريات (بما في ذلك إثنتان ضد دورتموند في ربع نهائي دوري الأبطال) بمعدل مباراة واحدة كل 3 أيام.
احتفاظ سان جرمان ببطولة الدوري ضروري حتى لا يضطر الى تغيير خططه كثيراً في الموسم المقبل.. جدد الخليفي ثقته بالمدرب إيميري بعد الفوز العريض على موناكو وتنفس المدرب الإسباني الصعداء للمرة الأولى منذ «كارثة» كامب نو في إياب الدور الثاني لدوري الأبطال (1 – 6) في 8 مارس.. وفي المناسبة كان هناك حديث مطول لكارلو أنشيلوتي، مدرب بايرن ميونيخ الحالي وسان جرمان السابق، عن تلك المباراة في لقاء مع صحيفة «جي.دي.دي» الفرنسية: «لا يقدر أحد أن يفسّر ما الذي حدث في برشلونة.. كرة القدم تخبئ أشياء لا يمكن أن نتوقعها.. أنا أعي ما أقوله.. أنا الذي خسر نهائي دوري الأبطال (ضد ليفربول عام 2005) مع أن فريقي (ميلان) كان متقدماً 3 – صفر.. الاختلاف بيني وبين إيميري هو أنني كنت أملك الوقت لأعيد الأمور الى نصابها (خسر ميلان بركلات الترجيح 2 – 3 بعد التعادل 3 – 3) من دون أن أوفق خلافاً لأيميري باعتبار أن شباك فريقه اهتزت 3 مرات في 7 دقائق ثم انتهت المباراة.. شخصياً، لا أتمنى أن أعيش مثل هذه التجربة أبداً».
ورأى أنشيلوتي «أن سان جرمان سيصبح قريباً بين الأربعة الكبار في أوروبا، ونحن لا نقدر أن نغير باستمرار كل شيء فور حدوث نتائج لا نتمناها.. علينا ان نتابع أفكارنا، وسان جرمان سيصل من دون شك».
ولم يتطرق أنشيلوتي (بطل دوري الأبطال مرتين كلاعب و3 كمدرب) الى مواجهة الموسم بين بايرن وريال مدريد في دوري الأبطال، وركز في المقابل على الشق النفسي في معاملته للاعبيه: «أمزح مع ريبيري بالذات باعتبار أنه يتكلم الإيطالية.. في بعض الأحيان لا يلعب، ولكنني وجدت التوازن اللازم لأتحكم بهذا الوضع».. أقول له: «انت مثل سيارة فيراري، ونحن لا يمكن ان نستخدم الفيراري في كل يوم.. فقط أيام الأحد.. وطالما أن اليوم ليس يوم أحد، لذا لن تلعب»!!.
.. وكم هو دسم التعرف على فكر الكبار.