مقالات استاد الدوحة

«استاد الدوحة».. امس واليوم وغداً


 مؤلم طبعا أن تُغادرنا "استاد الدوحة" الورقية.. فمع أن الأمر يبدو طبيعياً على مستوى المتغيرات التي تقتحم دنيا الاعلام بطريقة غير مسبوقة لتجعل من المطبوعات الورقية في كل مكان ضحيتها الاولى كرماً لعيون المطبوع الالكتروني، إلا أن العواطف هنا هي التي تتحدث وخصوصا عندما يتعلق الامر بمطبوع ناجح ومتميز وأثبت حضوره الفاعل والمهم مثل "استاد الدوحة"..



 قد تكون شهادتي مجروحة، لإنني في الواقع كُنت وسأبقى حتى وأنا بعيد منتميا لهذه المؤسسة النموذجية ومنذ اليوم الاول الذي بدأنا فيه بالتخطيط ومن ثم التنفيذ عبر إصدار العدد تحت الصفر ثم العدد صفر تحت مسمى اخر هو غير الاسم الذي تحمله اليوم والذي تم اقراره لاحقا قبل صدور العدد الاول بساعات قليلة بعد سلسلة من الاجتماعات التأسيسية التي جمعتني مع نخبة من الزملاء الاعزاء الذين استحضروا كل خبراتهم وكرسوا كل جهودهم من أجل أن يكون الظهور الأول في مستوى الطموح أو قريبا منه على الاقل..



 وهكذا كان.. فقد شكل الصدور الاول انعطافة جديدة على مستوى الاعلام الرياضي ليس في قطر وحدها وإنما في الساحة الخليجية كلها، إذ أصبح لـ"استاد الدوحة" المتفردة باهتماماتها الكروية نصيب من القراء ربما يفوق عمرها بكثير بحيث أصبحت وفي زمن قياسي مرجعاً مهماً ومصدراً ثرياً يحظى باعلى درجات الثقة والمصداقية بحكم التميز في الطرح وفي تناول الحدث والمتابعة عبر الخبر والتقرير والتحليل وكذلك من خلال الاراء التي كانت تُقدم بأجمل صورة عبر أقلام عُرفت برصانة الكلمة ودقة المعلومة وصواب الطرح.



 أقول.. مؤلم جدا أن تتوقف مثل هذه المسيرة المعطاءة على المستوى الورقي الذي يبقى من وجهة نظر الكثيرين الصديق الأقرب الى القارئ حتى وان كان هناك من يرى غير ذلك  وحتى لو فرض علينا التطور التنازل عما نعشق في الطريقة التي نقرأ بها أو نتابع من خلالها ما يدور من احداث سواء في عالم الرياضة أو في الميادين الاخرى.



 أستذكر بكل العرفان النخبة المؤسسة لهذا المطبوع العزيز على كل القلوب، وأشد على أيادي الزملاء الاحبة الذين واصلوا رحلة العطاء والتميز، وابارك لهم ما حققوه على الورق في جريدتنا الأثيرة عبر أكثر من عقد من الزمن.. وأنتظر منهم التواصل مع التألق والابداع والتميز من خلال النافذة الالكترونية التي قد "تُحبطنا" اليوم لكنها تبقى الوليد الطبيعي الذي لابد وان نحتضنه ونرعاه ونمده بكل أسباب النجاح غداً وفي الآتي من الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى