بطولة الشعب الخليجي الواحد

لايخفى على أحد الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم ودورها البارز في تطور الكرة في المنطقة من جهة والرياضة عموماً من جهة أخرى.
فالكل يكاد يتفق على أن هذه البطولة التي أبصرت النور قبل 51 عاماً، تمثل حجر الزاوية في تطور المنظومة الكروية الخليجية،إلى جانب كونها الزاوية المشعة التي سطعت منها نجوم الكرة الخليجية عبر العقود الخمسة الماضية، فضلاً عن دورها الكبير في تعميق الاهتمام بالتراث الخليجي بتنوع ألوانه وثقافاته .
فهذه المسابقة التي دخلت البيوت الخليجية وشغلت مساحة كبيرة من حياة أهلها تبقى محتفظة بنكهتها وسحرها حيث الأهازيج والفلكلور الشعبي الذي يشعل المنافسة ويحول مبارياتها إلى ديربيات خليجية حافلة بالإثارة والتحدي .
ومن دواعي سرورنا أن تعود قطر لتحتضن هذه المسابقة للمرة الرابعة انطلاقاً من اهتمامها بما تشكله من محطة هامة في البيت الخليجي الواحد، وسط جملة من المؤشرات التي تجعلها محتفظة بأهمية فريدة .
ووسط إصرار الاتحاد الخليجي برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني على أن تكون نسخة الدوحة للجميع، ستشهد البطولة مشاركة جميع منتخباتها بعد أن كانت قد أعلنت منتخبات السعودية والإمارات والبحرين غيابها عن البطولة، مما يؤكد إصرار قطر وتمسكها بالحفاظ على إرث البطولة وقيمتها .
كما أننا نفخر بأن هذه البطولة التي تنطلق اليوم ستقام وقد اقترب بلدنا من إنجاز المشاريع والمنشآت والملاعب الخاصة بمونديال 2022 كافة، قبل 3 سنوات من صافرة البداية، بعدما أعلن الإخوة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن استكمال نحو 75% من خطة تجهيز مشاريع كأس العالم، مما يدفعنا للقول بأن خليجي 24 وبعدها بطولة كأس العالم للأندية، ستشكل «بروفة» للعديد من الخطط التشغيلية اللازمة لاستضافة مونديال 2022، فضلاً عن التأهب لاستضافة مجموعة من الأحداث والفعاليات الرياضية الكبرى.
ليس هذا فقط، بل إن خليجي الدوحة وبعدها كأس العالم للأندية يمثلان أيضاً بروفة لتطبيق برامجالتدريبالخاصةبالتحضيرات الأمنية للأحداث الكبرى، وفي مقدمتها مونديال العرب بعد ثلاث سنوات، إذ تولت اللجنة الأمنية التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث، تدريب 1333 عنصراً من عناصر الشرطة والأمن، ممن سيحملون على عاتقهم مهام تأمين الملاعب، ومناطق المشجعين أثناء البطولتين وفقاً لأحدث معايير التدريب المتعلقة بالأمن والسلامة .
وفنياً، أستطيع القول باختصار إن البطولة ستشهد صراعاً فنياً من نوع خاص أبرز عناوينه الاحتكار الكويتي للقب عشر مرات، والأمل يحدونا بلقب رابع للعنابي بعد أن فزنا في نسختين على أرضنا وثالثة خارجها، بينما سيكون للفرق الأخرى طموحها المشروع في أن تضيف شيئاً لرصيدها، مع تمنياتنا للجميع بنسخة ناجحة في مختلف المقاييس، تكون الروح الرياضية فيها الفائز الأول .
مرحباً بالأشقاء في دوحة العرب. مرحباً بالجميع في دوحة الجميع .