لا يصح إلا الصحيح

محمد حماده
ليس مهماً أن المدعي العام السويسري جويل باهود (Joel Pahud) تسلّم من زميله سيدريك ريموند، عام 2017 ، الملف الخاص بقضية حصول مجموعة بي إن سبورتس الإعلامية (في أبريل 2014 من الفيفا تحديداً) على حقوق النقل التلفزيوني لمونديالي 2026 و2030 لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وليس مهماً أن باهود لم يتهم رئيس المجموعة القطرية العملاقة ناصر الخليفي بالفساد ومعه الأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم فالك، باعتبار أن الفيفا سحب في فبراير الماضي شكواه ضد الخليفي بعدما توصلا الى اتفاق ودي، وأن المجموعة دفعت 480 مليون دولار لنقل مونديالي 2026 و2030 بزيادة 60% عما دفعته لنقل مونديال 2018 و2022.
وليس مهماً أن باهود إتهم الخليفي بتقديم تسهيلات الى فالك وتتمثل باستخدام هذا الأخير منزلاً فاخراً في سردينيا (فيلا بيانكا) لفترة من الوقت مجاناً ثم تبين أن المنزل ليس مملوكاً من القيادي القطري.
وليس مهماً أن باهود طلب بسجن الخليفي 27 شهراً بسبب هذه التسهيلات، ومن مآخذه على أبي غانم أنه “يزدري القضاء”!
وليس مهماً أن باهود قريب من ميادين كرة القدم باعتبار أن زوجته تنتمي منذ 2014 الى الجهاز القانوني التابع للإتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وقد مارست مهنتها جنب الى جنب مع جاني إنفانتينو عندما كان أميناً عاماً لليويفا قبل أن يصبح في فبراير 2016 رئيساً للفيفا.
وليس مهماً أن أولاد الحلال، وما أكثرهم، وجدوها فرصة ذهبية ليشحذوا سكاكينهم وأقلامهم لينحروا الخليفي ويشوهوا سمعته ويعدموا جدارته ويلطخوا مسيرته.. عادت حليمة لعادتها القديمة، وهي ماهرة جداً في تحويل الحبة الى قبة سلباً أو إيجاباً.. كأن الأمر صار ركناً أساسياً من أركان تراثنا، وللأسف الشديد.. نعرف كيف نطّبل ونزمر فينقلب المسخ عملاقاً، ونعرف نهجو وندمّر فيغدو الكريم قزماً.
المهم أن أعلى منصة قضائية في سويسرا نطقت بحكمها، فأكدت أن الخليفي تصرف دائماً في ضوء الإحترام الصارم للقانون والإجراءات القانونية.
وكأن القيادي القطري الشاب راح يصرخ بعد الحكم: هل من مزيد؟ أحارب بكل ما أوتيت من قوة عن مبادئي وقيمي، وأجهد حتى أتم واجباتي المتعددة وأصل بها الى بر الأمان والنجاح، وفي الوقت عينه يحاول المضللون والصالون أن يضعوا حداً لمسيرتي ويلطخوا سمعتي ويسيئوا الى كل ما أمثله.. وبإذنه تعالى فإن كل التهم التي يرموني بها سترتد عليهم.
بعد أربع سنوات من الإدعاءات التي لا أساس لها، والإتهامات الوهمية، والهجمات المغرضة، باحت العدالة بقرارها.. قرار بمثابة انتصار لإبن قطر الوفي وللمجتمع القطري برمته.
وكأن إبن الدوحة يصرخ بالمغرضين: هل من مزيد؟ سأقف صامداً في وجه حقدكم وحسدكم وغلكم”.. وسأقول دائماً: “لا يصح إلا الصحيح.. سأتفرغ لمهماتي الكثيرة والراقية، وعلى الله الإتكال”.