حوارات و مقابلات

الفرحة مطلوبة لأنها تعني زوال الخطر.. هل يودع العربي عهد الصراعات ويطوي صفحة الخلافات؟

الوقفة الجماهيرية أنقذت الفريق من مقصلة الهبوط للدرجة الثانية


تكاتف الرموز مع الجمهور يغطي على أخطاء وتخبطات الإدارة


 


خلال السنوات الماضية عُرف النادي العربي بظاهرة الصراعات الادارية والانقسامات التي دفع ثمنها فريق الكرة, وكل من عمل في مجالس ادارات النادي خلال الفترات السابقة كان يشتكي من (الحفر) والضرب تحت الحزام ليعيش الفريق في عصر الأزمات الخانقة لفترة ليست بالقصيرة, وكان كل مجلس ادارة يعمل منفردا تقريبا حتى جاءت لحظات مختلفة في الموسم الحالي الذي شهد حملة الوفاء للعربي التي تجمع فيها العرباوية من اقطاب ورموز واعضاء جمعية عمومية وجمهور للوقوف خلف الفريق الذي لعب مباراتين مصيريتين امام الخريطيات والمرخية حقق فيهما الفوز, ثم تبعهما انتصار ثالث امام الريان في الديربي الجماهيري الذي بموجبه ضمن الفريق العرباوي البقاء رسميا في دوري النجوم بعد ثلاثة انتصارات متتالية.


حملة الوفاء للعربي حققت اهدافها التي وضعت من اجلها وهي مساعدة الفريق للخروج من ابرز مطبات دوري النجوم بعد ان كان مهددا بالهبوط الى الدرجة الثانية, لتأتي فزعة رجالات النادي في وقتها وتسهم في انتشال الفريق من وضعه الصعب, ولكن يبقى السؤال حاليا: ماذا بعد حملة الوفاء للعربي وضمان البقاء في دوري الاضواء.. هل سيتوقف العطاء عند هذا الحد ام يمكن للادارة الحالية استثمار العودة للجماهير لتقديم موسم اخر مختلف؟.


ويبقى سؤال اخر: هل عرفت الادارة الحالية قيمة التوافق والابتعاد عن الخلافات وجمع العرباوية للوقوف جميعا مع الفريق والابتعاد عن الصراعات والأزمات التي لطالما تسببت في تراجع الفريق الغني بتاريخه وجماهيره؟.


 


سياسة الهجوم وقيمة التوافق


رئيس النادي كان احد ابرز المعارضين للادارة السابقة برئاسة هتمي بن علي الهتمي, وخلال تصريحات سابقة له على وسائل الاعلام المختلفة كان يشن هجوما ويرفض الصمت ويسعى دائما للتعبير عن رأيه دون ان يسير في طريق دعم الفريق.


ولعل تلك الكلمات التي قالها رئيس النادي في الموسم الماضي كانت مختلفة عن سياسته في الموسم الحالي الذي كانت اخر كلمته فيه بعد مباراة المرخية في الجولة التاسعة عشرة من دوري نجوم QNB, عندما اعتبر ان ما حصل انما تحقق بفضل وقفة الاوفياء والرواد والرموز واعضاء الجمعية العمومية والجمهور الوفي.


وبات هنالك فارق بين ما كان يعيشه العربي في فترات سابقة من ازمات وصراعات وبين ما يعيشه حاليا من التفاف من رموزه وجماهيره ومحبيه واعضاء جمعيته العمومية وهو ما يجب ان تستثمره ادارة النادي الحالية.


 


مرحلة أم قاعدة انطلاق؟


ما حدث في الجولات الثلاث الماضية من دوري النجوم من تلاحم وحضور واهتمام من انصار العربي تجاه فريق الكرة هل سيكون مرحلة ام قاعدة يمكن ان تنطلق منها الادارة الحالية في الموسم القادم من اجل بداية صحيحة بعيدة عن الأزمات والمشاكل, وهل ستكون فرصة للانطلاق ولعودة الجماهير العرباوية للوقوف مع فريقها من بداية الموسم ام ان الامر سيقتصر فقط على الحضور ودعم الفريق عند الأزمات.


فريق العربي الذي عانى على مدى السنوات الماضية من هجر جماهيره للمدرجات كان في حاجة الى كل عرباوي من بداية الموسم, ولو تكاتف العرباوية مثلما حدث في مبارياتهم امام الخريطيات والمرخية والريان لما كان الفريق وصل الى هذه المرحلة وربما لم يكن في الوضع الحالي الذي يتواجد فيه بالمراكز الاخيرة ويهدده الهبوط, واذا كان الفريق قد نجا اليوم بفضل دعم جماهيره ورموزه ومحبيه, فانه ليس في كل مرة تسلم الجرة, فالواجب الاستفادة من هذا الدرس وضرورة ان يعمل كل محبي النادي خلال السنوات القادمة لنسيان خلافاتهم مع الادارة والحضور لمتابعة الفريق ودعمه في المدرجات بدلا من المعارضة في وسائل التواصل الاجتماعي كما كان يحدث.


وفي اعتقادنا ان حملة الوفاء للعربي كانت اكثر من مجرد دعوة للجماهير للحضور الى المدرجات للوقوف خلف الفريق في الجولات المصيرية, ولكنها باتت فرصة لاعادة بناء جسور التواصل بين ابناء النادي الذين فرقتهم الخلافات.


 


 


ماذا لو أحسنت الإدارة العرباوية الاختيار؟


من منطلق الحرص على العربي اسماً ورمزاً وكياناً نتساءل: ماذا لو أحسنت الادارة العرباوية في الموسم القادم اختيار الجهاز التدريبي المناسب والمحترفين الذين يحققون الفارق الفني للفريق؟.


لقد كنا في «استاد الدوحة» نأمل ان نرى «عربي جديدا» يحقق طموح جماهيره في العودة الى منصات الألقاب التي فارقها الا ان ذلك لم يتحقق.


اذاً، هذا هو الطريق الذي عليكم ان تكملوا عليه متطلعين للأفضل. ودعونا نتوقف عند ما طرحه بعض المراقبين الذين اعتبروا ان فرحة العربي واحتفال جماهيره ومحبيه لا داعي لها. ونحن نقول ان هذه الفرحة وطبقا لظروف العربي مبررة ومطلوبة لانها باختصار تعني زوال الخطر وعبور ظرف صعب نتمنى الا يعود لـ«فريق الأحلام» ثانية!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى