كيف كان تعامل لاعبي العنابي مع وسائل الإعلام سراً للنجاح؟
لم تكن ظروف مشاركة المنتخب الوطني القطري الأول طبيعية، لكن ماذا عن التعاطي الإعلامي؟. وماذا عن تعاطي الجهاز الفني واللاعبين وكذلك المنسق الإعلامي للعنابي مع هذه الظروف؟.
من الواضح أنه كان هناك تنسيق كامل بين الجهاز الفني ومن الواضح أنه كان هناك تصور مسبق في ظل هذه الظروف غير الطبيعية وقبيل المشاركة في كأس اسيا 2019 التي توج العنابي بلقبها لأول مرة في تاريخه.
وإجمالا، يمكن القول بأن اللاعبين نجحوا في كل الأحوال في الظهور بالمظهر الاحترافي أمام وسائل الإعلام، وفي كل مرة نذكر ذلك في ظل الظروف غير الطبيعية التي ألمت بالمنتخب القطري في مشاركته العاشرة بالبطولة القارية.
قصة مكررة
الجميع يعرف ما حدث مع انطلاقة البطولة وعودة الوفد الصحفي القطري الممثل لوسائل الإعلام المقروءة إلى الدوحة بعد عدم السماح لهم بدخول البلد المستضيف رغم استيفائهم لكل الإجراءات من موافقة (ميديا كارد) من الاتحاد الآسيوي وتأشيرة دخول. وقد سمح لهم فيما بعد بعد خوض مباراتين للعنابي.. أضف لذلك الآثار السلبية للإعلام المحلي في الدولة المنظمة والذي تمكن اللاعبون من تجاوز تأثيراته.
دروس مستفادة
لأول مرة تقريبا يكون الإعلام القطري (مواتيا) ومحفزا إيجابيا للاعبين، حتى إعلام الجماهير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كان دافعا قويا للغاية للاعبين الذين ظهروا في المؤتمرات الصحفية التي سبقت المباريات بشكل مهني واحترافي للغاية وبدا واضحا أنهم ينفذون استراتيجية معينة بل مدروسة.. واستعاض بعض اللاعبين عن غياب وسائل الإعلام المواتية بالوسائل الحديثة مثل مقاطع الفيديو على حساباتهم الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما كان دور المعنيين بالإعلام في الجهاز الفني ونخص علي بن حسن الصلات، متميزا، وحتى المنسق الإعلامي نفسه تميزت مداخلاته مع وسائل الإعلام بالاحترافية الكاملة، ما واكب بالفعل تطور أداء المنتخب بصفة عامة والنضج الفني للاعبين على وجه العموم.
التوازن النفسي والثبات الانفعالي كان حاسماً
بات واضحا أن التعاطي مع وسائل الإعلام كان نتيجة عمل تراكمي واستراتيجي على مستوى إدارة المنتخب والجهاز الفني خاصة أن المجموعة الحالية من اللاعبين لم يصلوا إلى هذا المستوى من النضج الفني والتجانس المرتفع والأداء المتكامل فحسب، بل اقترن ذلك أيضا بالنضج فيما يتعلق بالتعاطي والتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.
وضع العنابي ولاعبيه على مستوى الإعلام في إطار الجهاز الفني في كأس آسيا 2019 كان مختلفا لظروف يعلمها الجميع، لكن من الواضح، كما ذكرنا، أنه كانت هناك دراسة لكل المعطيات والاحتمالات وكذلك التركيز على إحداث حالة من التوازن النفسي والثبات الانفعالي لدى اللاعبين فجاء تعاطي اللاعبين مع وسائل الإعلام ناجحا رغم التأثيرات السلبية في الجوانب الإعلامية التي فرضتها الظروف، فحولنا، بحمد الله، التحديات إلى محفزات للنجاح.