العداء عمر أبكر يمثّل قطر في بطولة العالم لألعاب القوى

يستعد العداء في سباق 60 متر حواجز عمر أبكر، الذي يتلقى تدريبه في أكاديمية أسباير تحت إشراف الطاقم التدريبي للأكاديمية، لتمثيل دولة قطر في بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات، التي ستُقام في نانجينغ الصينية، اعتبارًا من 21 مارس الجاري.
ويأتي تأهّل أبكر لهذا الحدث العالمي ثمرةً للتعاون المتواصل بين أكاديمية أسباير والاتحاد القطري لألعاب القوى، في إطار سعيهما المشترك لإعداد رياضيين من الطراز العالمي. وحقق أبكر بطاقة تأهله إلى البطولة بعد تسجيله زمنًا جديدًا حطّم به الرقم القياسي القطري المُسجل في وقت سابق من هذا العام، ليكون الممثل الوحيد لدولة قطر في المنافسات، حيث سيشارك في سباق 60 متر حواجز. وقد سجّل أبكر زمنًا قدره 7.67 ثانية خلال مشاركته في بطولة آرهوس ” التي أُقيمت في يناير الماضي، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 7.78 ثانية، والمسجّل باسم خريج أكاديمية أسباير سَعِيدٌ العبسي في النسخة ذاتها من البطولة العام الماضي.
ومنذ مشاركته في البطولات الأوروبية، واصل عُمَر أبكر تدريباته في جنوب أفريقيا استعداداً للبطولة المقبلة، برفقة مدربه في أكاديمية أسباير، لي كريستوفر، إلى جانب مجموعة من العدّائين الآخرين المتخصصين في السباقات القصيرة والحواجز.
وقد شكّلت بطولة آرهوس في الدنمارك واحدة من ثلاث محطات أوروبية شارك فيها أبكر أواخر شهر يناير، ضمن انتقاله من فئة تحت 20 عامًا إلى منافسات فئة الرجال حيث يأتي هذا الانتقال بعد موسم مميز في فئة الشباب، نجح خلاله في تسجيل سادس أسرع زمن عالمي لعام 2024 في سباق 110 متر حواجز لفئته العمرية، إلى جانب اقترابه من منصة التتويج في بطولة العالم لألعاب القوى للشباب، حيث حلّ رابعًا في بيرو.
ويمثل الانتقال إلى فئة الرجال تحدياً إضافياً، حيث لا يقتصر الأمر على مواجهة عدّائين أكثر خبرة، بل يتطلب أيضاً التكيف مع الارتفاع الأعلى للحواجز– حيث يبلغ ارتفاعها 99 سم لفئة تحت 20 عاماً، بينما تصل إلى106.7 سم لفئة الرجال. ورغم هذه التغيرات، يؤكد عُمَر أنه استطاع التأقلمسريعًا مع التحديات الجديدة، موضحًا: “لم يُشكّل ارتفاع الحواجز صعوبةكبيرة بالنسبة لي، نظرًا لطولي، لذا لم أجد فارقًا كبيرًا عند الانتقال من فئةالشباب إلى الرجال.”
وأضاف أن مشاركته في البطولات الأوروبية، التي تضمنت التسابق أمام جماهير غفيرة وخوض أكثر من سباق في اليوم نفسه، كانت محطة فارقة في مسيرته، حيث قال:” لم يكن الأمر سهلاً، فالتنقّل بين عدة دول خلال فترة زمنية قصيرة كان مرهقًا بالنسبة لي. لكن التنافس مع رياضيين كبار كان تجربة مشوقة، ومن الرائع أن أواجه هذا التحدي. كما أنني استمتعت كثيرًا بالتسابق أمام جماهير أكبر. هدفي الأهم هو مواصلة تقديم أداء قوي في السباقات الخارجية، وبالطبع، يبقى حلمي الأكبر هو التأهل إلى بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو في سبتمبر المقبل.”
سيُرافق المدرب لي كريستوفر، الذي يعمل بشكل وثيق مع الاتحاد القطري لألعاب القوى، عُمَر أبكر إلى الصين، حيث أعرب عن ثقته بأن اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً يمتلك كافة المقومات اللازمة للانتقال الناجح إلى فئة الرجال.صرح المدرب كريستوفر: “يتأقلم أبكر بشكل جيّد مع انتقاله إلى منافسات فئة الرجال. كانت جولته الأولى في البطولات الأوروبية داخل الصالات تجربة رائعة، وهو يتمتع بقوة لافتة في المراحل الأخيرة من سباق 110 متر حواجز، لذا فإن مشاركته في سباقات 60 متر داخل الصالات ستسهم في تطوير انطلاقته وتحضيره بشكل أفضل للمنافسات الخارجية. كما كان من الضروري أن يختبر أجواء التنافس أمام جماهير كبيرة؛ ففي بولندا، تمكّن من التفوق على عدّاء بولندي بلغ نصف نهائي بطولة العالم داخل الصالات العام الماضي، وخلال هذا العام، واجه عدائين أولمبيين من دورة باريس، وتمكن من التغلب على بعضهم. لقد ارتقى بالفعل إلى مستوى أعلى من حيث شدة المنافسة وتجربة الأجواء.” وأضاف: “الانتقال إلى حواجز أعلى يمثّل تحديًا لأي رياضي، إلا أن أبكر يُسجّل في الوقت الحالي أزمنة قريبة؛ مما كان يحققه مع الحواجز الأقل ارتفاعًا، فقد بذل جهدًا كبيرًا لتجاوز هذه المرحلة، وركّز على نحو خاص على صقل تقنيته لضمان التأقلم.”
واختتم قائلًا “تطور أبكر لم يقتصر على الجانب البدني فقط، بل فاق توقعاتنا من حيث الاستعداد النفسي؛ فقد أظهر مستوى عاليًا من الهدوء والثقة. هدفنا الأكبر هو التأهل لبطولة العالم لألعاب القوى الخارجية في طوكيو خلال شهر سبتمبر، وتُعدّ بطولة العالم داخل الصالات محطة أساسية لاكتساب الخبرة والاستعداد لذلك فهو لا يزال في طور النمو والتعلّم، ويتقدّم بثبات نحو مستويات أعلى.”