هل صدقت رؤية غوليت ..اليورو تجليات الماركة “السمراء “.. حضرت لاعبا وغابت مدربا !
حسين الذكر
في حديث سابق وتصريحات مثيرة … مع انها طرحت بطريقة عقلانية مفهومة مبسطة واقعية من قبل النجم الهولندي الشهير رودي غوليت من على شاشة بي ان سبورت.. جاء فيه : ( لقد مللنا التفرقة العنصرية فالاندية والمنتخبات الاوربية … اغلبها تقريبا تعتمد على مهارات اللاعب الملون من اثنيات متنوعة وصول مختلفة لكن العمل كمدرب او في الاتحادات والإدارات يكاد يكون مقتصرا الاعتماد على اثنية بيضاء واحدة ..) .
ففي يورو اوربا 2021 لم نرى فريق اوربي واحد من شرق القارة العجوز او جنوبها وشمالها وغربها دون ان نجد بين دفاتر ومذكرات ومفكرات مدربيه واتحاداته لاعبا ملونا .. اذ اصبح اللاعبين القادمين من قارات أخرى واوصل وجذور ملونة سواء في افريقيا او اسيا او عبر الاطلنطي في أمريكا الجنوبية وغير ذلك من مهارات وابداع كروي في بقاع المعمورة يشكلون العمود الفقري للمنتخبات الوطنية الاوربية عامة والأندية خاصة … حتى بدت بعض المنتخبات كانها تشكيل عالمي وليس منتخب وطني ..
لكن من ناحية أخرى وفي سؤال محير ان المشاهد العالمي لا يرى أي مدرب اجنبي او محلي ملونا يقود فريقا اوربيا .. حتى أولئك النجوم الملونين الذين طالما اغدقوا وقدموا الكثير للملاعب الاوربة ولبلدانهم وانديتهم بقمة الإخلاص والعطاء يكاد يكونوا مبعدين قسرا عن التدريب في الأندية بشبه منع …. فيما المنتخبات تكاد تكون القضية عنصرية بحتة .. تعد من الخطوط الحمراء الايديلوجية التي لا يمكن خرقها مهما حدث ..
اللاعب بعد ختام مسيرته كلاعب مترجم للمهارات على المستطيل الأخضر نراه يلجا اضطراريا بعد الاعتزال الى التدريب كجزء من الوفاء لمحبوبته كرة القدم التي لا يمكن تركها وهجرها مهما تبجح احدهم باي عذر حتى وان كان متمكن ماديا والحياة مزهوة لديهم لكن معشوقته منذ الصغر وسبب شهرته وكيانه لا يمكن ان تترك ولا يفصل عنها لانها روحه وفكره ووجوده الحقيقي .. ذاك وغيره جعل اللاعب يلجا الى عالم التدريب كبوابة طبيعية يجب عليه ان يلجها للاستمرار وتحقيق الذات .. لكن بسبب ضيق مساحة الفرصة وهامش المناورة والتنافس والتزاحم التدريبي الكثير منهم يبتعدون عن التدريب ويضطرون هجر الملاعب ومراقبتها عن بعد باشبه ما يمكن تسميته بالاعتزال القسري ..
يورو 2021 مشهد ولوحة تدريبة بيضاء تكاد تضع الف الف علامة استفهام عن مصير اللاعبين الملونين ولماذا يختفون عن عالم التدريب بصورة قسرية غير معلنة .. اذ لا بد ان تدرس هذه الظاهرة ويضع لها حدا في التصدي للعنصرية .. فلا يمكن ان يبقى الملون وبقية اللاعبين من جذور واصول غير اوربية مجرد عضلات وبقرات تحلب من عطاءها وحليبها في قمة الشباب والعطاء … فيما تركن لاحقا و تحول الى مجرد ديكور ارشيفي للمتابعة .. ان العقول والاجساد المضيئة بالمهارة بالتأكيد هي طاقة خلاقة وفكر مبدع ليس في اقدام اللاعب فحسب .. بل يتمدد ويتجلى ذلك اثناء العمل الاداري والمدرب والمحاضر والاعلامي والصحفي …. وكل ما يختزن ذاكرة كرة القدم وبقية الألعاب ..