رود غوليت .. وجه لوجه مع رتشارد كنز .. قراءة ما بعد الخمسين !!
– اهديت الكرة الذهبية الى نلسن مانديلا وهمست باذنه .. ( جميل جدا ان تكون رئيسا ..)
– التغيير المنشود يجب ان يبدا في العقليات .. وليس من الحظيظ باعلى السلم وليس من عامل القمامة ..
– الناس لا تعرف معنى قمة الجبل وان تبقى عليها ..ومعنى ذلك وما يعني من خسارة في الخصوصية
– أي ناس هؤلاء كيف يمكنك ان تنظر بعيني وتخفي عني كل شيء ؟
– لم يكن بامكاني الفوز بمعركة شيرر لانه محبوب الجماهير ولا عبهم الأول .. فهو حتى اكبر من النادي
– كرويف كان يعتقد بان خطة 4-3-3 تعد خطة مقدسة لتحقيق النتائج المرجوة في كرة القدم
– موسيقى ( رينغتون ) تحمل كل ما يشع بالحرية وهي تتحدث عما يدور في جنوب افريقيا بصدق
– اريد ان اكون شخص اجتماعي خفيف الظل اريدهم يتذكروني لشخصي كانسان إيجابي في المجتمع
حسين الذكر
( رود غوليت شكرا جزيلا لقضائك هذا الوقت معنا والسماح لنا على التعرف على رودي دول .. ) ..
هذا آخر ما قاله المحاور رتشارد كنز في ختام لقاءه الممتع التاريخي مع نجم الكرة العالمية السابق الهولندي رودي غوليت . الذي شاهدناه واستمعنا اليه بذوق وامتاع ووعي وافادة تامة من خلال قناة بي ان سبورت .. بصورة جعلتني افكر باعادة تحرير اللقاء بما يمكن له ان يخدم القاريء العربي عامة وليس الرياضي فحسب ، لما تحدث به رودي كوليت من جماليات حياتية شملت جميع مفردات حياته العامة .
ضد العنصرية
لقد كانت ثقافة مناهضة العنصرية متجذرة بي كانها تولدت معي وتناقلتها من رحم الأجداد لما عنوه وعانينها من جراء ذلك الضرب العنصري الموجع ، لذا لم ننقطع يوما منذ الصغر بمناهضة نظام الفصل العنصري حتى اني شاركت بعدد كبير من المناسبات والاحتفالات والاعلام الخاصة بذلك وكانت لي نشاطات متنوعة تعبر عما في دواخلي إزاء ذلك .. حيث لم اترك زاوية او واجهة إعلامية متاحة الا وفعلت من خلال التلفاز والتجمعات والبرامج الاذاعية وكذا استخدام البعد الثقافي كملف حيوي مهم للتعبير عن ذلك .. لذا كانت موسيقى ( رينغتون ) تحمل كل ما يشع بالحرية وينادي فيه وهي تتحدث عما يدور في جنوب افريقيا بصدق وتحث الاخرين للعمل على تخليص الشباب وانعتاقهم من ربقة سجن الفصل العنصري وعبرنا عن تضمننا الجلي الواضح مع نلسن مانديلا وستيف بيكو ..
كارزما نلسن ماندلا
في إيطاليا دخلت عالم الاحتراف والشهرة وكانت ميلان محطة نحو العالمية وحققت الكثير من النجاح الكروي والرصيد الجماهيري وساعدت ميلان وجماهيرهم على الفرح بالإنجازات وقد توجت ذلك بإنجاز شخصي كبير تمثل بحصولي على الكرة الذهبية عام 1987 كاحسن لاعب في العالم مما أتاح لي وسيلة أخرى للتعبير وطريقة احدث عما يجول في خاطري كجزء من ايماني بضرورة محاربة العنصرية التي امقتها جدا .. لذا سارعت باهداء الكرة الذهبية الى الزعيم الافريقي الخالد نلسن ماندلا المعذب آنذاك في سجون جنوب افريقيا .. واتذكر بمرارة حينما فعلت ذلك بدا الناس سيما مشجعي كرة القدم ومحبي نادي ميلان يتسائلون من هو نلسن ماندلا .. وقد استغربت من الطرح وضحكت مع إحساسي بالحزن لهذا التجهيل والتعتيم على اشهر شخصية عالمية تطالب بالحرية ومدافعة عن حقوق الانسان .. كان هدفنا محاربة المؤتمر الوطني الافريقي وجل همنا ينصب في ضرورة اخراج الشباب الحر من المعتقلات ..
بعد سنوات وانعتاقه من السجن وبلوغه كرسي الرئاسة في واحدة من اشهر قصص الحرية والنضال في التاريخ التقيت ماندلا فقال لي : ( يا رودي انا الرئيس الان والكل أصدقائي كوني في المنصب وما يعنيه ذلك من امتياز ، لكنك صديقي قبل ذلك منذ كنت بين القضبان منسي في دهاليز سجون العنصرية لذا ستبقى صديقي باعتزاز … ) . وقد انتابني الفخر واعترتني القشعريرة جراء هذه المقابلة التي شعرت بشيء غالي جدا يحدث استلذ بذاكرته حتى الان برغم مرور سنوات طويلة كلما اتذكرها يراودني ذلك الشعور بالزهو والفخر .. بالنسبة لي كان حلما وقد تحقق .. لقد قابلت اشخاص كثيرين حول العالم لكني لم أر شخص جذاب يعطي ويتمتع بطاقة حيوية إيجابية لكل من معه وحوله بابتسامته الشهيرة .. لقد كان لقاءي به .. شيء لا يصدق كان شعورا غريبا قد تملكني ساعتها .. خصوصا بعد ان قلدني بيده وساما بدرجة فارس ..
أتذكر بشوق .. مشهد اثناء حضوري مباراة هولندا ومنتخب جنوب افريقيا في جوهانسبرغ وكنت جالسا في المقصورة على يمينه وملكة جمال افريقيا جلست على يساره وقد اعتمر قبعة فرو … وقد حانت ساعة مغادرة ملكة الجمال بين الشوطين لارتباطها بمواعيد أخرى مسبقة فصافحاها الرئيس وقبلها ، فهمست باذنه .. ( جميل جدا ان تكون رئيسا ..) . فضحك بقوة حد الإحساس بسعادة .. وظل مبتسما ..
كان تقليده أياي وسام الفارس حدث غير عادي مر بي وجعلني اشعر بالسعادة طوال حياتي وقد احسست كاني بمثابة قائد شعب جنوب افريقيا . ثم بعد ذاك زرت جزيرة روبي للقاء بعض رفاقه ممن كانوا معتقلين معه أيام النضال .. فما ان وقعت اعينهم علي وعرفوا ان خوليت حتى احاطوني من كل جانب واحتفوا بي واغدقوا علي الحب والاعجاب .. ثم ذكروا حادثة اهدائي الكرة الذهبية لمانديلا حينما كانوا بالسجن .. وكيف ان الخبر انتشر كالنار في الهشيم وكيف دبت الفرحة انذاك بنفوسهم لدرجة ضج السجن بالصراخ والمشاعر الهستريا وتعالت الاصوات والاناشيد المعبرة حتى ان بعضهم اخذ يبكي من شدت الفرح وهم يذكرون تلك الحادثة واللحظة التي وصفوها بانها لن تنسى .. وقد ادمعت عيني عند سماع ذلك … وشعرت بالفخر .. متسائلا احقا انا فعلت كل ذلك ! ؟ حقا اني كنت محظوظ ّ . فكيف لشخص مثلي يعيش باوربا قد ادخل السرور والفرحة في نفوس مسجونين وسط الظلام ..
وقد همس احدهم قائلا : ( تعلم اننا كنا خائفين عليك .. خشينا ان يسلبوك الجائزة بعد اهداءك إياها لمانديلا ) . فضحكت وقلت له لا تهتم فاننا في بلد يمنحنا الحرية .
سانت ميرين
في سانت ميرين تعرضت الى حادثة عنصرية وبصق وسباب بعض المتهورين من الجمهور وقد وصفتها باسوء ليلة في العمر .. لقد كنت شابا يافعا سبق ان تعرضت لعدد من الهجمات العنصرية وكانت تمثل ضربات مؤلمة في المعدة .. لكن الحادثة تركت أشياء مريرة بداخلي .. فحينما كنا أطفال كنا نسمع مثل هذا الكلام الذي يحاولون اشعارنا فيه بالدونية ..
الطريف ان امي بيضاء وابي اسود .. وقد تالمت امي من ذلك وذهبت الى البوليس تشتكيهم وتصب جام غضبها على رجال الشرطة على ما تعرض له ولدها .. الشيء الاطرف الذي واجهته في المركز عدم تصديقهم ان امراة بيضاء جائت تشتكي من العنصرية فهذا كان اخر ما يتعرضون ويتوقعون سماعه .. علما انها أيضا قد تعرضت من قبل لكثير من الهتافات والمواقف العنصرية كونها امراة بيضاء تزوجت من رجل اسود ..
لقد كانت الحادثة حافزا لي ان اتجاوز واترفع عن الرد عليهم .. اذ قلت في داخلي : ( انا من القلة الاثنية هنا .. ويجب علي ان اثبت اني افضل منهم ) .. كان ذلك حافزا لاقدم الكثير واشعرهم باني افضل منهم فعلا .. سيما حينما كنت اسمع ..( زنجي يلعب كرة قدم .. هل الزنجي يدرس .. هل بإمكان الزنجي ان ينجح .. هل يعلم ..!؟…) .. هكذا الكثير من خطابات وصيحات عنصرية لم تاثر علي بل زادتني دافعية لتقديم الأفضل وكان هذا افضل رد عليهم .
احسست نفسي بضرورة ان أكون من المتميزين لاني كنت احد الشباب السود في الفريق وهم قلة وقدموا افضل من الأبيض .. لذا علي ان انتزع هذه الميزة واعلن تفوقي عليهم والرد عبرها .
كنت الوذ بالصمت .. واسكت بعد ان شعرت ان سكوتي بمثابة انتصار عليهم .. شريطة ان اقدم الأفضل عبر مصالحة ذاتي التي جرحت من شعاراتهم ومواقفهم المشينة .
معاناة عنصرية
نعم نعاني الكثير جراء التهميش في هولندا ، لكن الناس ساكتة على مضض .. فرؤساء الأندية والمؤسسات الرياضية ووزارات الدولة والدرجات العليا … مشغولة من قبل الأبيض ولا توجد فرص للاسود ..
فحينما يدرس طالب الجامعة ويتخرج كشاب اسود طموح يحتاج الى فرص تدريب وتوظيف في الشركات فانه يتعرض لمخاض مهين ومؤلم فعلى سبيل المثال لو وجدت فرصة توظيف في شركة ما وقد اعلن عنها عبر وسائل الاعلام وتقدمت ثلاث أسماء مثل ( جون سميث ، و احمد فلان ، وفليريوا ) .. فان النتيجة معروفة مسبقا اذ سيخرج اعلان من الشركة بتعين جون سمث اوتماتيكيا .. هذا وحده مؤلم ويشعرنا بالغبن وعدم اتاحت الفرصة .. لذا بدا الناس تحس وتريد ان تتكلم .. في اوربا كذلك في الولايات المتحدة الامريكية .. فالرئيس جون بادين دشن عمله بتعين امراة لمنصب نائب الرئيس .. الشيء المريح لنا ليس كونها بمنصب مهم .. بل انها امراة من جماعة اثنية أخرى ، هذا مهم جدا ونسعى الإفادة منه وإشاعة ثقافته .. وقد بدا الهولنديين يتفهموا ذلك .. فنحن لا نريد ان يتم تعين شخص بمنصب في القمة بل ما نريده هو اتاحة الفرص كي نحصل عليها .. في الدول الافريقية الأكثر فقرا يلجا الكثير من رعاياها للسفر والهجرة وصولا الى اروبا ولو بطرق غير مشروعة .. واغلبهم من الفقراء جراء المصاعب والتبعات الاقتصادية التي تعصف بالعالم ، مما جعل الغالبية ينظرون الى السود على انهم مهددين لمصالح البيض .
في هولندا
في نظرة الى ما يجري في الاتحاد الهولندي وشكل اليات العمل المتبعة هناك .. سنجد ان جميع العاملين في الاتحاد والمسيطرين على المؤسسات الكروية والأندية جميعهم من البيض .. وحينما نتقدم نحن السود الى وظائف تخص خبراتنا وما نمتلكه خلال سنوات خلت برغم التميز والنجاح الا ان الفرصة نجدها مغلقة لان الموظفين الكبار يعينون من هم على شاكلتهم من البيض ونحن لا نحصل على تعيين وان حصل فمجرد مساعد مدرب .. وقد مللنا ذلك فنريد فرصة تدريب تتيح لنا ترجمة افكارنا واثبات قدراتنا ونجاحنا .. فعلى سبيل المثال نجد ان الوظائف في هولندا كلها محجوزة سلفا للبيض فيما المنتخبات السنية للاعمار من 14 و15 و16 سنة .. ستين بالمائة من اللاعبين هم من أصول واثنيات أخرى .. مما جعل الاتحاد يشعر بالاحراج فهم يحتاجون مساعدتنا في ذلك .. وقد فاتحوني فعلا للعمل .. لكني لا اريد تعيين نفسي بل اسعى واعمل لتغيير الواقع بشكل يتيح الفرص للجميع بالتساوي ويبقى التعيين عبر تنافس التنوع والنوعية هذا ما اعمل عليه واريده بالضبط ..
فالتغيير يجب ان يبدا من القمة لإيجاد الفرصة… وليس التغيير من خلال عامل القمامة . التغيير يجب ان يبدا في العقليات .. وليس من الحظيظ يجب التغيير من اعلى السلم .. فالبيض هم يستلمون زمام الأمور في كل مكان ولا يوظفون الا بيض مثلهم .. وهذا ما يجب ان نعلم على تغييره ..
عند ذاك قال له ريتشارد : ( هل انتصرت في ذلك .. ) ؟
:- فقاطعه على عجالة ( لا ) !
ثم قال ريتشارد هل ..:( اقتربت من تحقيق ذلك ..؟) .
: فقال ( لا .. لكني بدات بذلك ونحتاج الى عمل ووقت طويل ..) !
ليس المهم عندي توظيف وتعيين رجال سود في القمة .. بل يجب ان نسعى لايجاد نظام عمل وتعيين يمتلك الية وديناميكة خلق الفرص بالتنوع والنوعية . يجب اتاحت فرص جديدة متيسرة للشباب ..
مثلا .. عازف الوركسترا الرجل الأبيض صاحب الشعر الطويل .. كان منظره رائع لكن كنا نحتاج الى التغيير واتاحة الفرصة لغيره لاضافة زخم وقوة وتطوير للعرض لانهم دوما يختارون من يريدون .. حسب رغباتهم ومزاجاتهم المبنية على قناعات مسبقة وثابتة .. فقرر أصحاب الموسيقى ( الفيلارومنية ) ان يختاروا بالقرعة وفقا لالية جديدة بعيدا عن أصحاب الاختيار المسبق .. فكانت المفاجئة كبيرة حينما خرجت نتائج الاقتراع الاعمى.. اذ وقع الاختيار على امراة تقود الأوركسترا لأول مرة وقد شكلت حركة تصحيحية كبيرة ونجحت بشكل ملفت .
لقد سامنا نحن السود غياب الفرص ومن تسنح له فرص بالكاد فانه سيكن مساعد فقط .. مللنا منصب ووظيفة المساعد الجاهزة للاسود
وهذا ما يجب علينا ان نسعى لتغييره بكل صورة ونحن ماضون في ذلك وقطعنا شوط مهم وأتمنى ان تتغير قواعد وقناعات التعيين الأقرب للعنصرية وان تستبدل لما يعنى بالنوعية والتعدد ..
في تشيلسي
عندما جائني النجم الانكليزي غلين هودل واخبرني قائلا : ( هل تريد الذهاب لتشيلسي ..) . فقلت تشيلسي !!؟
لم اعرف حينها أي شيء عن تشيلسي .. لقد تعبت من إيطاليا وشهرتي هناك ، فالشهرة والمضايقات متعبة جدا حينما تكون على حساب حرية الانسان وخصوصيته .. فقد كنت في ميلان وشارع كنغز وود بمنتهى الضغط النفسي لذا اردت التخلص وانقاذ نفسي من ضغوط ميلان لذا قبلت عرضت تشيسلي دون تردد وبلا معرفة ودراسة مسبقة ..
قلت في نفسي : ( اريد ان اعود رودي ديل فقط .. اريد استعيد خصوصيتي … كان قرارا اتخذته بنفسي للخلاص من الضغوط والمطاردة .. فالناس لا تعرف معنى قمة الجبل وان تبقى عليها .. كلهم يريدون ان يكونوا معك في القمة دون ان يعرفوا معنى ذلك وما يعني من خسارة في الخصوصية التي تصبح معدومة تماما ) .
قال له ريتشارد : ( لقد كنت في شبابك تسير على سجيتك وقد حققت الكثير وهذا حسن ويسعدني انك ما زالت على ذات النهج .. وقد قلت مرة ان السير في شارع وود دون ان يلتفت اليك احد غاية المنى وافضل شعور بالحرية طوال حياتي )؟
فقال رودي : ( لم اعرف شيء عن شيلسي كل ما اعرفه ان المحامي قال لي انها منطقة جميلة يا رودي .. لكنه قرار خلاص اتخذته في قرارة نفسي ، اردت ان ابتعدت عن مطاردة الناس في إيطاليا .. لكني فوجئت بأول تمرين ان معلب هالنغتون في تشيلسي وجدته مهدم وبه مدرجين فقط ، فقلت : ( ماذا فعلت بنفسك ما هذا القرار الذي اتخذته يا رودي ؟ ) .
ثم اخذت سيارة وقدت في انكلترا وكنت ارتكب أخطاء مرورية عديدة وصعبة علي وعصية التفسير واقمت في فندق ونزلت في احدى المرات في شارع بعد ركن السيارة واخذت اتمشى فقلت : ( يا الله لم ينظر الي احد فعشت ساعتين بحريتي وكان هذا شعور جميل جدا جدا لم اعشه من قبل .. ) . وأضاف ( خمسين دقيقة امشي وحيدا ولم يعرفني احد ،وجدت نفسي بكل حرية ثم ذهبت الى مقهى وجلست ساعتين احدق بالناس لم يعرفني احد كنت سعيد جدا بذلك اذ انه لم يتسنى لي ذلك منذ ثمانية أعوام ) .
فقال له رتيشارد : ( بعد عام واحد أصبحت اول مدرب اسود يحقق إنجازات واول اجنبي فاز بكاس الاتحاد الإنكليزي وحققت الكثير من الإنجازات حتى غير المسبوقة والتي لم يبلغها بعدك احد .. لكن بعد 12شهر وجدت نفسك مهدد بالاقالة .. ) ..
رد دولي : ( منذ 26 عام لم يحققوا في تشيلسي ما بلغوه معي .. وقد ادركت لاحقا سبب طردي ، اذ اني كنت ازور امي الراقدة في مشفى هولندا وكانت تعاني آنذاك من الإصابة بمرض سرطان الثدي .. لم يعرف ذلك الا المقربين مني وهم قلة ، لاني لم ابلغ احد ! .. لكنهم والصحافة كانوا يقولون انه يزور هولندا من اجل الاستمتاع والسهر وهو يترك الفريق بشكل متكرر ، ثم بعد تركي للفريق قالوا تعرضت للطرد لانك ذهبت لامستر دثيرا .. وهذا ليس صحيح بتاتا .. وقد شعرت اني تلقيت صدمة وطعنة في ظهري من اقرب الناس والأشخاص لي.
خصوصا غوين ويلماز الذي كان قريب جدا مني واهديته ساعة ذهبية وكان بامكانه ان يخبرني بطريقة ما .. او يشعرني بما يجري بظهري لانه يعلم بكل شيء وقريب من الإدارة ورغباتها وقراراتها لكنه لم يفعل ذلك .. فشعرت ثمة شيء يجري هنا …. صدمت لاني كنت أحاول التعاقد مع لادروب وهو معي بالمفاوضات فيما كان ويلماز ومن معه يعلم بتحرك الإدارة للتفاوض مع زولا .. فشعرت بالغضب … ( أي ناس هؤلاء كيف يمكنك ان تنظر بعيني وتخفي عني كل شيء ) ؟ .
ثم تحدث عن الن شيرر وكيف حدثت مشاكل عند قدومه وهل كان يحاول الإطاحة به .. فقال رودي ؟
: ( لم افعل ذلك .. لانه نجمهم الأول والجماهير معه .. والمعركة معه خاسرة بكل الأحوال .. عندما ذهبت الى نيوكاسل كتبت الصحف متحدثة عن رغبتي بالتخلص من شيرر وهذا ليس صحيح ّ .. لانه نجم وجماهيرته وشعبيته لا تسمح بذلك .. لكني اردته ان يكون جزء من مشروعي في نيوكاسل كنت بحاجة اليه .. لكنه كان يحس انه ليس جزء من خطتي واراد ان يحمي نفسه بصورة خاطئة .. واجهت المشاكل مع الن شيرر .. اذ انه لم يرغب بتصديق انه جزء من مشروعي .. المثير للسخرية اني لم احصل على أي شيء من شيرر برغم مطالبتي إياه بزيادة الجهد … كنت احثه على الاجتهاد .. واريد منه بذل المزيد من الجهود لكنه لم يفعل كنت اريد جهده لقيادة الفريق لانه القائد لكنه لم يفعل .. مع ذاك كنا عارفين باني لست قادر على الفوز بتلك المعركة فذهبت الى الرئيس وقلت له اسمع اني مستقيل لا استطيع كسب هذه المعركة .. أوصلت الى اخر نهائي بلوغه بفضل جهودي لكن جماهيرهم تقول كان ذلك بفضل شيرر .. ثم رفضوا استقالتي وقالوا انك تسير على الطريق الصحيح ..وبالحقيقة انا اخر شخص اوصلهم لذلك ولم يتمكن احد بلوغه بعد ذاك حتى الان .. لكن التحدي الأكبر كان مع الن شيرر .. حتى ان بعض اللاعبين كانوا غير جيدين لكنهم مكثوا معه لانهم يعرفون اذا بقي شيرر سيبقون معه .. قلت للجميع في النادي وخارجه .. لا يمكنني الفوز بهذه المعركة لا يمكن ان يحدث ذلك .. لان شيرر اكبر من النادي .. انا اردته جزء من خطتي لكنه لم يكن مصدق حقيقية ذلك ، كان يظن اني اريد التخلص منه ، فقلت لهم ان اردتم التغيير الخطة فلن استطيع فعل ذلك الان .. كلما اردته ان يلعب باسلوبي الذي للأسف لم يتماشى مع شيرر .. لكني كنت اعتمد عليه واردته ان يكن جزء من اسلوبي انه نجمهم الأول مستحيل ان اصطدم به ..
في احد البرامج مع لينكر كنا نتحدث عن توتي وكيف التعامل معه في مواجهة روما فقلت على سجيتي ساضعه على منصت البدلاء .. فضحك لينكر حتى سقط على الأرض من الضحك .. وكان شيرر معي في اللقاء وقد اصبح صديقي منذ ذلك اليوم .. وبرغم اني لم اكن على وفاق مع شيرير لكنه مدرب جيد .. وقد علمت ان بوبي لاحقا يريد التخلص من شيرير لكني قلت لهم هذا مستحيل لجماهيرته انه نجمهم الأول ..
خطت تكتيكية
الفرق التي تفوز تلعب بطريقة 4- 3-3 فزنا فيها في ميلان لان لاعبينا كانوا متهيئين ومناسبين للعب بهذه الطريقة كما ان كرويف كان يعتقد بان خطة 4-3-3 تعد خطة مقدسة لتحقيق النتائج المرجوة في كرة القدم .
فما يميز الخطة هي التمرير الدائم على شكل مثلثات وحققت الانتصارات لجميع الفرق التي لعبت بها .. النقد لها على أساس انها تلعب بمهاجم واحد وهذا غير صحيح .. في البداية كنا نلعب بطريقة 4-3-3 لكن بعد شهرين أصيب فان باستن فاضطرننا للعب بطريقة 4- 2- 2 .. آنذاك كانت خطة 442 هي المناسبة لنا وكانت فترة رائعة وسعدت بسير الأمور .. قد يكون لفريق هوية خاصة لكن بلحظة وظرف ما تضطر لتغيير كل شيء وقد ينجح ويحالفه الحظ بما العكس يحدث ..
امنيات مسك الختام
حينما سؤل .. عما يقوله في ختام المشوار وما هي امنياته التي يمكن له ان يوصلها برسالة واضحة لعشاقه ومتابعيه .. فقال : –
اريد ان اكون شخص اجتماعي خفيف الظل اريدهم يتذكروني لشخصي كانسان إيجابي في المجتمع اذ اني ولدت بدواخلي نشأت معي بعض السجايا الحسنة من قبيل حب المزاح ومقابلة الناس والسفر والتعلم
التقيت خلال حياتي عدد كبير من الناس الرائعين وكذا صادفت السيئين .. هذه صفاتي وكنت دائما اتجاهل الحدس في حياتي الشخصية
لكن كنت اتنبا كثيرا بما سيحدث كان ينتابني شيء ما سيحصل .. وانجح بتوقعاتي للفريق سيما في ميلان حيث كنت كل يوم جمعة اذهب الى لغلياني في ميلان أقول له ماذا سيحدث وفعلا يحدث ..
كنت دائما اتجاهل الأمور ولا اكترث ، لم اكن اسمع ما يقوله لي حدسي في حياتي الشخصية ، لذا وقعت بعدد من المطبات والعقبات التي لم اكن اود مواجهتها ، ففي كرة القدم كنت انجح دوما بسبب سماع حدسي لكن في حياتي الشخصية لم افعل ذلك . انا محب للجميع وأتمنى ان يحبوني الجميع ..
رود خوليت
وُلد رود خوليت في 1 أيلول/ سبتمبر عام 1962 في أمستردام، والده جورج كان مدرسًا للاقتصاد في إحدى مدارس المنطقة، فيما كانت والدته ريا ديل أمينة متحف. أحب خوليت كرة القدم منذ الصغر، وكان دائم الحماس للعب. وفي عام 1970 انضم لفريق مييربويز وبعد عامين بدأ اللعب لفريق أمستردام أولد ويست. انضم خوليت عام 1975 إلى فريق DWS ولفت الأنظار لموهبته، فقد لعب إلى جانب لاعبين سيصبحون في المستقبل من عظماء هولندا في كرة القدم.
أول عقدٍ احترافي لرود خوليت كان عام 1978 عندما انضم لفريق هارليم ولعب أولى مبارياته وهو في 16 من عمره. تألق خوليت خلال سنوات لعبه الثلاث مع الفريق، فقاده للصعود إلى الدرجة الأولى وأنهى معه الدوري في المركز الرابع ليشارك في المسابقات الأوروبية في الموسم التالي. لعب خوليت مع فريقه هارليم 91 مباراة سجل فيها 32 هدفًا، ليتم استدعاؤه للمنتخب الهولندي، كما انتقل إلى صفوف نادي فينوورد روتردام عام 1982 حيث ربح معه الدوري والكأس في موسمه الثاني. وخلال سنوات لعبه الثلاث مع فينوورد، بدأ خوليت اللعب كلاعب وسطٍ مهاحم وسجل 30 هدفًا في 85 مباراةٍ لعبها.
انضم خوليت إلى فريق آيندهوفن عام 1985، ليلعب معه سنتين حقّق فيهما لقب الدوري مرتين وسجل 46 هدفًا، ليجذب أنظار العملاق الإيطالي ميلان الذي دفع رقمًا قياسيًا لضمه عام 1987.
قضى خوليت في ميلان ست سنوات أصبح فيها من بين أهم لاعبي العالم مساعدًا فريقه على الظفر بثلاثة ألقاب دوري إيطالي وثلاثة ألقابٍ أوروبية.
ساهم خوليت في عام 1988 بفوز منتخب بلاده بلقب كأس أمم أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وسجل الهدف الأول في المباراة النهائية التي انتهت بثنائيةٍ نظيفة على حساب منتخب الاتحاد السوفييتي.
عانى خوليت عام 1990 من إصابةٍ في الركبة أثرت على مشاركته مع المنتخب في كأس العالم، ممّا أدى لإقصائهم على يد ألمانيا في الدوري الثاني، فيما خرجوا على يد الدنمارك في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا عام 1992. لعب خوليت 66 مباراة للمنتخب الهولندي سجل فيها 17 هدفًا.
انتقل خوليت إلى سامبدوريا، حيث ساعده على الفوز بكأس ايطاليا، قبل أن ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي عام 1995 ليكون لاعبًا ومدربًا في نفس الوقت.
قضى خوليت في تشيلسي 3 سنوات ربح فيها كأس الاتحاد الإنجليزي قبل أن تتم إقالته كمدرب لخلافاتٍ مع إدارة النادي.
تولى بعدها خوليت تدريب عدة فرقٍ في إنجلترا، هولندا، الولايات المتحدة وروسيا، لكنّه لم يحقق معها نتائج مرضية.
تزوج رود خوليت من ييفوني دي فرايس في 1984 وأنجب منها طفلين هما شارمايني وفيليستي قبل أن يحصل الطلاق عام 1991.
تزوج خوليت مجددًا عام 1994 من العارضة الإيطالية كريستينا بينسا، وانفصل الثنائي بعد ست سنوات ولهما طفلين هما كوينسي وشيني.
زواجه الأخير كان من إيستيل كرويف عام 2000، وقد أنجبا ماكسيم وجويل قبل انفصالهما عام 2003.
حقق رود خوليت جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعبٍ في العالم عام 1987. رود خوليت من أصولٍ سورينامية فوالده مهاجرٌ من الجزيرة التي تخضع لسلطة هولندا. ضمه بيليه إلى قائمة أفضل 100 لاعب كرة قدم على قيد الحياة.